قصة المملكة المجهولة في القارة السمراء

روافد العربية / عائشة برناوي.

هل سمعت بوجود ممالك ما زالت باقية في إفريقيا، كتلك التي تنتمي إلى عصور خلت؟

ربما كثيرون يجيبون على هذا التساؤل بأنهم لا يعرفون، لكن الحقيقة أن هناك مملكة ساحرة في القارة الإفريقية بعادات وتقاليد فريدة وقديمة لا تجدها في أي مكان آخر.

مملكة إسواتيني أو سوازيلاند سابقاً، مملكة إفريقية مستقلة تحيط بها جنوب إفريقيا من الشمال والجنوب والغرب، وموزمبيق من الشرق، وعاصمتها مبابان.

ويلعب فيها الملك دورا مهيمنا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويحدد السلطتين التنفيذية والتشريعية. بها ثروات متعددة زراعية ومعدنية ومعالم سياحية فريدة من نوعها.

 

بلد صغير ذو قلب كبير

يقول سنتمبا متونزي مسيبي، مسؤول تطوير السياسات في الشؤون الدولية والسلام والأمن، وكان يعمل أيضا في مفوضية الاتحاد الإفريقي، إن مملكة إسواتيني بلد صغير ذو قلب كبير وشعبه ودود.

وأضاف أن إسواتيني أو سوازيلاند سابقا، هي دولة تعد واحدة من الممالك القليلة المتبقية في إفريقيا وتحتضن وتؤيد تقاليدها الفريدة والقديمة، مضيفا أنه يحافظ كل من النظام الملكي والشعب في إسواتيني بنشاط على تراث ثقافي رائع لا مثيل له في أي مكان في إفريقيا.

ولفت في حديثه لموقع “روافدالعربية”، إلى أنه يمكن للزوار الحصول على فكرة أفضل عن الثقافة الإفريقية التقليدية في إسواتيني أكثر من أي مكان آخر في المنطقة.

وما يمكن رؤيته هناك، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات رائعة – ليس فقط من أجل العملة السياحية لكن للتعريف بالثقافة، مؤكدا أن هناك احتفالات تقليدية مثل “Umhlanga”، و”Incwala”، يشارك فيها عشرات الآلاف من سكان سوازيلاند، وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، مضيفا أن الملابس التقليدية والاحتفالات والرقص موجودة في جميع أنحاء البلاد في جميع أوقات السنة.

وأشار إلى أن الشعب السوازي فخور ببلده وشعب ودود للغاية، موضحا أنهم يرحبون بالزوار بابتسامة مبهجة ويسعدون بالتباهي ببلدهم الجميل، بالإضافة إلى عدد من المبادرات السياحية التي يديرها المجتمع، منها أنه يُمكن للزوار تجربة الحياة اليومية في إسواتيني في منزل أو قرية محلية، حيث سيتم الترحيب بهم بشدة من أهالي القرية.

وتابع أن هناك قرية تدعى مانتنجا الثقافية بها معالم قديمة ومنازل تعود إلى خمسينيات القرن التاسع عشر، مما يوفر تجربة حقيقية للزوار لجميع للحياة في سواتي التقليدية، مشيرا إلى أن هناك سلسلة من المتاحف والمواقع التاريخية الرائعة والمقدمة بشكل جيد في سرد قصة البلد في الماضي والحاضر وتستحق الزيارة.

ولهذه المملكة زي إفريقي مميزة عبر عن رداء حول الجسد ولا يغطي الكتفين وكذلك أسفل القدمين، ويرتديه الجميع بما في ذلك الملك الذي يُدعى مسواتي الثالث.

وقرر الملك مسواتي الثالث، الذي يجلس على عرش المملكة منذ عام 1986، تغيير اسم بلاده سوازيلاند إلى “إسواتيني”، وذلك خلال الاحتفالات بعيد ميلاده الخمسين، وأيضا فى ذكرى احتفال سوازيلاند بمرور 50 عاما على الاستقلال في عام 2019.

وحيد القرن وجنة الطيور

وحول الحياة الطبيعية، قال إن هناك مجموعة متنوعة غنية من المناظر الطبيعية في إسواتيني تمنحها وفرة من الحيوانات والنباتات، مع العدد الهائل من الأنواع المحيرة للعقل وفقًا لمعظم المعايير الأوروبية، مضيفا أن هناك حوالي 17 منطقة محمية والتي تعد موطنًا لمجموعة واسعة جدًا من الأنواع، فضلاً عن كونها واحدة من أفضل الأماكن في القارة لمشاهدة وحيد القرن.

وأكد المسؤول بمكتب الملك، أن إسواتيني تعتبر أيضًا المكان المثالي للتعامل مع العديد من المخلوقات الصغيرة التي غالبًا ما يتم تجاهلها في رحلات السفاري في أماكن أخرى، وهي بمثابة جنة مراقبي الطيور.

وحسب سينتمبا ينتمي غالبية سكان سوازيلاند، الذي يبلغ 1.2 مليون مواطن حسب آخر إحصاء في عام 2018، إلى كنائس مسيحية كاثوليكية وبروتستانتية، موضحا أنها كانت مسؤولة قبل الاستقلال عن الكثير من الخدمات التعليمية والصحية، لا سيما في المناطق الريفية، وأن العديد من أتباعها يحتفظون بالمعتقدات والممارسات التقليدية لبقية السكان.

الأمير الشاب

وحول الملك، يشير إلى أن الملك مسواتي الثالث من مواليد 19 أبريل 1968، في منطقة مانزيني بسوازيلاند، وهو عضو في العائلة المالكة في سوازيلاند وأصبح ملكًا لها في عام 1986، مضيا أنه ولد للملك شبوزا الثاني وإحدى زوجاته نتمبي توالا، وحصل على لقب الأمير ماخوستيف (ملك كل الأمم).

وكان الأمير الشاب واحداً من بين أكثر من 60 من الأبناء الذين أنجبهم شبوزا مع العديد من زوجاته، حيث تلقى تعليمه المبكر في سوازيلاند وتم إرساله لاحقًا إلى الخارج في إنجلترا لمواصلة تعليمه، حسب سينتمبا.

وذكر المسؤول أن الملك الذي اسمه في الأصل “ماخوستيف” كان يبلغ من العمر 14 عامًا عندما توفي والده في عام 1982.

وتم إنشاء وصية لحكم سوازيلاند حتى تولى ماخوستيف العرش في عيد ميلاده الحادي والعشرين، ورغم حدوث صراع على السلطة داخل العائلة المالكة لكنه انتهى بحصول ماكوستيف على التاج عندما كان عمره 18 عامًا، مما جعله أصغر زعيم عالمي في ذلك الوقت، ليتم تتويجه في 25 أبريل 1986، وفي ذلك اليوم أطلق عليه اسم الملك مسواتي الثالث وتزوج أيضًا بأولى زوجاته البالغ عددهن 15 زوجة.

وساهم الملك، يقول سينتمبا، في القضاء على الملاريا، إذ تعد مملكة سوازيلاند من بين 21 دولة على مستوى العالم لديها القدرة على وقف انتقال الملاريا بين السكان الأصليين بحلول عام 2020 وبالتالي تحقيق هدف القضاء على الملاريا.

وفي وقت سابق، افتتح الملك مسواتي الثالث المكتب الإقليمي للتجارة الدولية لمنطقة جنوب أفريقيا، حيث تهدف المبادرة إلى إنشاء 600 ألف شركة صغيرة ومتوسطة الحجم والتي بدورها ستخلق 22 مليون فرصة عمل في جميع أنحاء إفريقيا.

وعندما أطلق المكتب الإقليمي للجنوب الإفريقي لمجموعة التجارة الإلكترونية الإفريقية، قال الملك مسواتي الثالث إن هذه المبادرة ستسرع في تحقيق أهداف جدول أعمال 2063 لإفريقيا التي نريدها، مضيفا “ونشكر أسلافنا على التحرر السياسي، التحدي الذي يواجهنا هو تولي القيادة وتحرير القارة اقتصاديًا”.

وتلتزم إسواتيني من خلال توجيهات جلالة الملك بالعمل عن كثب مع جميع البلدان في منطقة الجنوب الإفريقي من أجل ضمان تحقيق أهداف خلق فرص العمل وتعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية، بصفتهم الحكومة المضيفة للمقر الإقليمي للجنوب الإفريقي، أعلنوا عن نيتهم المشاركة على أعلى مستوى في كل من أحداث الإطلاق الإقليمية والقارية والعالمية من أجل دعم إطلاق المبادرات.

عن عائشه برناوي

شاهد أيضاً

حفل معايدة لفريق ملتقى المشاهير

طلال بن فهد – الرياض أقام أعضاء فريق ملتقى المشاهير حفل معايدة بمناسبة عيد الفطر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.