ما لا تعرفه عن اليورانيوم المنضب.. لماذا يثير استخدامه الهلع؟

روافد ـ متابعات

كثر الحديث مؤخرا عن اليورانيوم المنضب وتنافس الدول الكبرى وتسابقها عليه وكذا تهديدها باستخدامه ضد قوى معادية، وتراشق الاتهامات بشأنه، وآخرها تنديد روسيا، أمس الأربعاء، بخطة أميركية لتزويد أوكرانيا بأسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضب، ووصفتها بأنها “عمل إجرامي” و”دليل على اللاإنسانية”. فمها هو اليورانيوم المنضب؟ ولماذا يمثل استخدامه خطرا كبيرا؟

اليورانيوم المنضب مثير للجدل بسبب ارتباطه بمشكلات صحية مثل السرطان وعيوب خلقية في صراعات سابقة، رغم أنه لم يثبت بشكل قاطع أن هذه الذخائر هي السبب في ذلك.

اليورانيوم المنضب (المستنفد DU) هو منتج ثانوي لعملية تصنيع الوقود لأنواع معينة من المفاعلات النووية والمواد المستخدمة في الأسلحة النووية، يتم تخصيب اليورانيوم الطبيعي (U) في تصنيع مثل هذه الأنواع من الوقود والمواد، مما يزيد من محتوى نظير “U-235” فيه، والذي يوفر الانشطار النووي.
سمى الخليط الذي يتبقى بعد إزالة اليورانيوم المخصب بـ”اليورانيوم المنضب”، لأنه يحتوي على كميات مخفضة من نظيري اليورانيوم 235 و234. يعتبر اليورانيوم المنضب أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60%.

كيميائيا، لليورانيوم المنضب (DU) تأثير بنفس الطريقة التي يؤثر بها اليورانيوم الطبيعي، بالإضافة إلى أن “DU” هو معدن ذو كثافة عالية جدا، مما يجعله مناسبًا للاستخدام (السلمي) في العديد من الصناعات التجارية مثل السفن والطائرات.
سمى الخليط الذي يتبقى بعد إزالة اليورانيوم المخصب بـ”اليورانيوم المنضب”، لأنه يحتوي على كميات مخفضة من نظيري اليورانيوم 235 و234. يعتبر اليورانيوم المنضب أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60%.

يمكن استخدام هذا النوع من اليورانيوم أيضًا لزيادة قوة دروع المعدات العسكرية، مثل الدبابات ولصنع الذخيرة الخارقة للدروع، وتتمثل ميزة اليورانيوم في الذخيرة الخارقة للدروع في قدرته على الاشتعال عند الاصطدام واختراق الدروع. ويفسر ذلك حقيقة أنه أقوى في الخصائص الفيزيائية، بما في ذلك الكهربائية، ويختلف تأثير اليورانيوم على المعادن التي تستخدم لحماية الدروع، فكلما كانت المركبات أكثر متانة، يؤدي ذلك لإنتاج كمية أكبر من الحرارة. كما أن احتراق الشظايا الصغيرة يمكن أن يؤدي إلى اشتعال إمدادات الوقود للمعدات العسكرية وانفجار الذخيرة.

يمتلك اليورانيوم أيضًا القدرة على “الشحذ الذاتي”، مما ينتج عنه مقذوفات مصممة للمساعدة في اختراق الدروع.

لأول مرة، تم اختراع حشو القذائف باليورانيوم المنضب في الرايخ الثالث، حيث قرروا بهذه الطريقة تعويض نقص “التنجستن” (يُعرف عنصر التنجستن بأنه معدن فولاذي ثقيل ذو لون رمادي، رمزه الكيميائي (W))، والذي كان يستخدم لإنتاج نوى وقذائف خارقة للدروع.

بدأ الجيش الأميركي في إنتاج قذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع في السبعينيات. كما أضافت الولايات المتحدة اليورانيوم المنضب إلى دروع الدبابات المركبة وذخيرة الهجوم البري للقوات الجوية A-10 المعروفة باسم “قاتل الدبابات”.

وتدخل الذخيرة مع نوى اليورانيوم المستنفد في الخدمة لدى العديد من البلدان: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وإسرائيل.

وفقًا للخبراء، في الوقت الحالي، يمكن أن تكون القذائف من العيار الخارق للدروع مع نوى اليورانيوم المنضب جزءًا من حمولة الذخيرة لدبابات “أبرامز إم 1″ الأميركية و”تشالنجر 2” البريطانية.

ووفق معلومات من مصادر مفتوحة، يمتلك الجيش الروسي أحدث نوع من ذخيرة 3BM60 “الرصاص -2″، التي يتكون جوهرها مما يسمى مادة- B، كما تسمي دوائر الجيش سبيكة اليورانيوم المنضب بـ”التنجستن”. وهذه المقذوفة قادرة على اختراق 800-830 ملم من الدروع على مسافة 2 كيلومتر.

للمقارنة، ذخيرة “الرصاص -1″، التي تم تطويرها في نهاية عام 1991 على أساس نواة كربيد التنجستن، تخترق درع 700-740 ملم على المسافة نفسها. وفي إطار هذا التسلح بشكل خاص، تم تكييف الدبابة الروسية الحديثة T-80BVM.

وفي عام 1999، استخدم حلف “الناتو” هذا النوع من المقذوفات خلال العدوان على يوغوسلافيا. وبحسب التحالف، دخل ما مجموعه نحو 10 أطنان من اليورانيوم المنضب إلى البلاد. في السنوات اللاحقة، رفع مواطنو صربيا دعاوى قضائية ضد الناتو بسبب الضرر الذي يلحق بالصحة، والذي، في رأيهم، تسبب من استخدام اليورانيوم المنضب.

بالإضافة إلى ذلك، استخدمت الولايات المتحدة هذه الذخيرة على نطاق واسع خلال القتال في العراق. وفقًا لمجلة “هارفارد إنترناشونال ريفيو”، تم استخدام ما يصل إلى 300 طن من اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج، وتم استخدام ما يصل إلى 2000 طن من هذا اليورانيوم خلال حرب العراق عام 2003.

تم ذكر المخاطر المحتملة لاستخدام مثل هذه المقذوفات، التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، في الموقع الإلكتروني لوزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية. ووفقًا للموقع، فإن مثل هذه المقذوفات تشكل خطرًا محتملاً على الصحة إذا دخلت المادة إلى الجسم، على سبيل المثال، من خلال الشظايا أو عند الاستنشاق، ولكن الاقتراب من هذه الذخيرة لا يضر بالصحة.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

وفق استراتيجية تستند إلى معايير الحوكمة: أوقاف “بر جدة”.. استشراف المستقبل في منظومة الاستدامة

جدة – أعد التقرير عبدالله عكور تمضي جمعية البر بجدة في جهودها النوعية التي تجسد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.