الغيرة المذمومة بين الأدباء والمثقفين

الغيرة المذمومة بين الأدباء والمثقفين
بقلم : أحمد القاري
كيف تشتعل الغيرة بين الأدباء؟ وهل يغار (الرجل من الرجل والمرأة من المرأة) ؟ ، وما الذي يدفعهم إلى ذلك، مع تفسير دوافعهم ونتيجة أفعالهم، من خلال توصيات عملية للرقي بالمشهد، بشيء من مرارة الواقع وقليل من الشاعرية..
مشاهد تظهر الغيرة بين الأدباء والمثقفين :
١- اللمز والهمس وتدوير الكلام (الوشاية الثقافية)
في كل مجلس ثقافي، يبدأ أحدهم بنشر إشاعات صغيرة عن كاتب ناجح: “سمعت أنه ما يكتب إلا بمساعدة”، أو “كتابه هذا كله إعادة صياغة”.. ودافعه هو إحساسه بالنقص، والرغبة في تقزيم الآخر لتبدو مكانته أعلى.. والنتيجة: يشكك الجمهور في موهبة الآخر، ويزداد الانقسام داخل الساحة الأدبية.
٢- التهكم العلني والانتقاد الشخصي (التقريع بدل النقد)
خلال أمسية، بدل نقد العمل نفسه، يهاجمون أسلوب الكاتب أو مظهره أو طريقة حديثه.. والدافع هو تحويل المنافسة إلى هجوم شخصي لأن النقد الموضوعي يتطلب مهارة وجهد.. والنتيجة: تضيع المناقشة، وينسحب أهل الذوق أو يُسكتون خوفاً من السخرية.
٣- مصادرة الفرص (استبعاد الآخر من الفعاليات)
منظمات أو لجان تختار مشاركين من دوائر ضيقة، وتستبعد أسماء تعتبر منافسة.. الدافع: الرغبة في السيطرة على المشهد وإبقاء الضوء محصوراً ضمن مجموعة.. والنتيجة: تكرار نفس الأسماء، وخنق التجديد والاختلاف.
٤- سرقة الأفكار أو الاستفادة غير المشروعة (الانتهازية الأدبية)
تقديم عمل جديد يشبه كثيراً فكرة أو معلومة قدمها آخرون في ندوات خاصة.. الدافع: الوصول السهل للمجد بدون عمل حقيقي.. والنتيجة: فقدان الثقة بين الأدباء وتراجع التعاون وكتم الإبداع.
٥- البهرجة الإعلامية (Show) عبر السوشال ميديا
جماعات تضخ حملة تضليل عبر حسابات وهمية، تروج لهجمات على كاتب أو شاعرة بغرض هدم السمعة.. دافعهم في ذلك الانتقام، الرغبة في الظهور بسرعة، أو تأمين جمهور يُطيعه.. والنتيجة: الأذى النفسي للمتهمين، وتشويه الثقافة العامة، وهو لا يتعدى كونه هُراءً رقمياً.
٦- التقليل من إنجازات النساء أو الرجال (تصغير مكان الآخر)
عند نجاح كاتبة، تجد عبارات “حظ” أو “استخدام علاقات” بدل تقدير المحتوى. والعكس عند نجاح رجل.. والدافع غالباً استحالة الاعتراف بأن الآخر نال شيئاً بجدارة لأن ذلك يكشف فراغ ذواتهم.
والنتيجة إحباط للموهوبين الشباب وعرقلة تمكين مواهب حقيقية.
٧- التنافس على “الريادة” عبر تشويه السمعة وهز المكانة (الهدم المدروس)
شخص لا يستطيع الوصول بمجهوده فأصبح متخصصاً في كشف “عيوب” الآخرين ومن ثم نشرها.. والدافع هو رغبة في تسلق السلم الاجتماعي الأدبي بسرعة عبر توريط الآخر.. وتكون النتيجة: مجتمعات أدبية مريضة، سمعة الملتقيات تنهار، ونفوس تتألم من الظلم في جوف الليل.
هؤلاء فئة لم يراعوا الله سبحانه ، ولم يراجعوا تصرفاتهم التي تفضح مكنونات صدورهم.
ترى.. ماذا تُملِّي عليهم أفكارهم؟
١- الخوف من الظهور بلا قيمة أمام صاحب القيمة العالية.
٢- الاحتياج إلى الانتماء.. فهم حريصون على أن ينتموا إلى دوائر النخبة مهما كلفهم ذلك.
٣- الفرص المحدودة (في الظاهر) تُحفز عقلية القائل “من يأخذ أكثر يحيا أكثر” بدل “كلنا نستفيد”.
٤- سرقة الأفكار أو الاستفادة غير المشروعة (الانتهازية الأدبية)
تقديم عمل جديد يشبه كثيراً فكرة أو معلومة قدمها آخرون في ندوات خاصة.. الدافع: الوصول السهل للمجد بدون عمل حقيقي.. والنتيجة: فقدان الثقة بين الأدباء وتراجع التعاون وكتم الإبداع.
٥- البهرجة الإعلامية (Show) عبر السوشال ميديا
جماعات تضخ حملة تضليل عبر حسابات وهمية، تروج لهجمات على كاتب أو شاعرة بغرض هدم السمعة.. دافعهم في ذلك الانتقام، الرغبة في الظهور بسرعة، أو تأمين جمهور يُطيعه.. والنتيجة: الأذى النفسي للمتهمين، وتشويه الثقافة العامة، وهو لا يتعدى كونه هُراءً رقمياً.
٦- التقليل من إنجازات النساء أو الرجال (تصغير مكان الآخر)
عند نجاح كاتبة، تجد عبارات “حظ” أو “استخدام علاقات” بدل تقدير المحتوى. والعكس عند نجاح رجل.. والدافع غالباً استحالة الاعتراف بأن الآخر نال شيئاً بجدارة لأن ذلك يكشف فراغ ذواتهم.
والنتيجة إحباط للموهوبين الشباب وعرقلة تمكين مواهب حقيقية.
٧- التنافس على “الريادة” عبر تشويه السمعة وهز المكانة (الهدم المدروس)
شخص لا يستطيع الوصول بمجهوده فأصبح متخصصاً في كشف “عيوب” الآخرين ومن ثم نشرها.. والدافع هو رغبة في تسلق السلم الاجتماعي الأدبي بسرعة عبر توريط الآخر.. وتكون النتيجة: مجتمعات أدبية مريضة، سمعة الملتقيات تنهار، ونفوس تتألم من الظلم في جوف الليل.
هؤلاء فئة لم يراعوا الله سبحانه ، ولم يراجعوا تصرفاتهم التي تفضح مكنونات صدورهم.
ترى.. ماذا تُملِّي عليهم أفكارهم؟
١- الخوف من الظهور بلا قيمة أمام صاحب القيمة العالية.
٢- الاحتياج إلى الانتماء.. فهم حريصون على أن ينتموا إلى دوائر النخبة مهما كلفهم ذلك.
٣- الفرص المحدودة (في الظاهر) تُحفز عقلية القائل “من يأخذ أكثر يحيا أكثر” بدل “كلنا نستفيد”.
٤- انعدام النضج النقدي، فلا يعرفون كيف يمارسون النقد بل يلجأون للإهانة.
٥- السعي للتمثيل الاجتماعي: بعضهم يستخدم الثقافة كمنبر لتقوية صورته الاجتماعية وليس لخدمة الأدب، وما أكثرهم بيننا وحولنا.
إلى هؤلاء المنتفعين بغير حق أقول لهم بلهجة صارمة:
١- تذكروا أن الحسد سمّ بطيء ، اقرؤوا لتصبحوا أفضل بدل أن تضيّعوا طاقتكم في هدم الآخرين.
٢- درّبوا أنفسكم على النقد الموضوعي، افصل المادة المقدمة عن شخصية كاتبها، وادعم رأيك بأمثلة ونقاط قابلة للتحقق.
٣- انضموا إلى مبادرات تعاون لا منافسة: شاركوا بورشة، أو ضيفوا كاتباً جديداً في لقاء، وسترى أن الزيادة لا تنقص أحداً.
٤- تنزه عن الشائعات، فقبل نشر شيء أو ترويج خبر ، اسأل: هل يضر؟ هل هو صحيح؟ هل يضيف قيمة؟
٥- اقبل النقد واجعل منه وقوداً للتطوير.. لا تخلط بين النقد وبين الهجوم الشخصي. الأفضل أن تتعلم من الاثنين.
٦- ابنِ قائمة إنجازاتك الحقيقية بدل أن تنقّب عن نجاحات الآخرين لتحجيمها.
٧- التواضع قيمة أدبية مهمة ، ومن أجمل سمات الأدباء، فهو مقياس النبلاء، ومغناطيس جاذب، على عكس الغرور، فهو القطب الآخر للمغناطيس.
▫توصيات للمجتمع الأدبي:
١- إن كنت منظماً أو مسؤولاً عن مهرجان؛ فضع معايير شفافة للاختيار، وادعم التنويع في الأسماء.
٢- إدراج بند “أخلاقيات التعامل” في لوائح الأندية الأدبية.
٣- تأسيس لجان تحكيم مناقشة عامة لا سرية، مع نشر مبررات الخيارات.
٤- برامج إرشاد وتوجيه للموهوبين الجدد لمنع استغلالهم.
٥- حملات توعية عن أثر الشائعات والتشهير على الأدب.
ربما هذا المقال يكون إسهاماً في الإصلاحات الأدبية وتقليل التجاوزات، ونصحاً لطيفاً لمن دخل دائرة الأدب وأهله، وندعو الله أن يعيننا على أقلامنا وأفكارنا وأقوالنا.



