مقالات و رأي

القدوة والأسوة الحسنة.. – أوْدِيُو

الدكتور / محمد أديب محمود عبد السلام

بروفيسور في الإعلام الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا هدانا الله ، وأصلي وأسلم على القدوة والأسوة الحسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :

حديث اليوم أيها الأحبة عن القدوة والأسوة الحسنة.

قبل أن أبدأ الحديث أؤمل أن نفكر جميعا كيف نكون قدوة  وأسوة حسنة للغير  وخصوصا المحيطين والقريبين بنا.

هذا الموضوع أشغلني كثيرا وأريد  أن أدخل فيه مباشرة وأتجنب التطويل والشرح إذ أنه يجب أن يشرح نفسه.

أردد دائما قول الشاعر العربي:

أيها الرجل المعلم  غيره – ما كنت أولى بذى التعليم

لا تنهى عن خلق وتأتي مثله  – عار عليك إذا فعلت عظيم

الأبيات كبيرة وعديدة ولكن اقتطعت منها هذين البيتين فقط.

كيف يكون الواحد منا أسوة حسنة مثلا في موضوع التدخين وينصح أبنائه بمضار التدخين  والأثار المترتبة وأنه يؤدي إلى الإدمان والمخدرات  وغير ذلك وهو يدخن أمامهم  سواء للدخان أو المعسل أو الشيشة.

لا ينفع لا يقبلوا منه بل لسان حالهم يقول وهم صغار وإذا كان لم ينطقوه بألسنتهم ، فهو في قلوبهم كيف أنت تدخن وتطلب منا أن نمتنع  عن التدخين؟!.

وهذا ينطبق على المعلم . كان لي معلم في المرحلة الابتدائية  ينهانا عن التدخين  ويضرب الأمثلة ويقول إذا جئت للقط في ماء  وفتت له التدخين فإنها يعرض عنه وكان كما يقال عن شعار الدخان الأحمر أبو بس يظهر في جيبه ، وتجرأ مرة أحد الطلاب وقال له وأنت لماذا يا أستاذ ، فأطرق وقال بعد أن نظر إلى الأسفل ادعو لي يا ولدي .

لا يستقيم أن تكون أسوة حسنة وأنت ترتكب  المخالفة وترتكب الإثم ثم تطلب من الناس أن يقلعوا عنها .

وهذا ينطبق على بعض الآباء  يحث أبنائه على الصلاة  وهذا جميل وأن الصلاة عماد الدين  وما إلى ذلك جزاه الله خير  ولكن لا يصلي في المسجد ولا يصحبهم في جمع ولا جماعات ، فكيف تستقيم هذه الأمور  الأبناء يحافظوا على الصلوات  بناء على الدعوة ولكن أنت الأسوة  وأنت المحفظ لهم.

أيها الأب رب العائلة كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

نأتي بعد ذلك  إلى أمور كثيرة في السلوك العام في القيادة كيف تقود سيارتك وتقذف بالمتروكات والعصائر  وترميها ثم تطلب من أبنائك أن يحافظوا على نظافة المدينة  وهم يشاهدوك ، الأب أو رب العائلة أو الكبير أيا كان  يجب أن يكون قدوة وأسوة  في القول والعمل.

أنا أضرب بعض الأمثلة من الحياة اليومية ولكن هي كثيرة في حياتنا : مرة أحد الزملاء قال لي أنا فوجئت بابن من أبنائي  عندما أقول كنا نذاكر وكنا نتعب  وكنا نفعل  وكنت أتي بالأول ، فقال لي:  يا بابا اليوم اجتمعنا أكثر من  15 من الزملاء  في المرحلة الإبتدائية في الصف السادس وكل واحد كان يقول أن أبوه هو الأول على الدفعة فمن كان الثاني ومن كان الثالث ومن كان الأخير.

هذه المبالغات في الشرع وأن تكون في مثالية  وأسوة وقدوة حسنة لا تستقيم  مع الواقع ، حفز أبنائك أطلب منهم التحصيل العلمي  والمثابرة والجد والاجتهاد ولكن كن قدوة في القول والفعل والعمل لا تكذب عليهم لا تضع الأمور  في غير إطارها الصحيح.

أحب  أن يتفكر ويتمعن كل واحد فيما أقول ، ولنا أسوة وقدوة حسنة  في سيد رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، كان يقول  “خيركم خيركم في أهله وأنا خيركم في أهلي”.

كان يعلمنا التعامل كان يعلمنا المثالية في كل شيء فهل نستفيد  من هذه المثل والمبادئ العظيمة  التي تركها لنا ، هل نستقي من بحر رسول الله صلى الله عليه وسلم  شيئا  يعود علينا وعلى أبنائنا وعلى الناشئة  بالخير العميم والوفير.

القدوة أيها الأحبة يجب أن تكون في القول والفعل والعمل والسلوك ، وقال صلى الله عليه وسلم قاعدة الدين المعاملة عامل الناس ما يحب أن يعاملك به إذا طبقت هذه القاعدة كنت قدوة وأسوة .

أرجو أن نفكر سويا في هذا الموضوع وما أردتها إلا ذكرى  والذكرى تنفع المؤمنين  والحمد لله رب العالمين أولا وأخيرا وإلى لقاء خير.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحسنتم القول والنشر ياسعادة المستشار والله نسأل أن يديم عليكم الصحة والعافية وأن ينفع بكم وبعلمكم وجهودكم المخلصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى