حين يقول القلب: أنا ممتن لأنك معي

أحمد عشري
الزواج ليس مجرد ارتباط رسمي يوثق بعقد، بل هو رحلة حياة يشترك فيها شخصان، يواجهان معًا تفاصيل الأيام بحلوها ومرّها. وفي جوهر هذه الرحلة تكمن السعادة الحقيقية، تلك السعادة التي لا تُشترى بالمال، ولا تُقاس بعدد الممتلكات، بل تُبنى على الصدق، الوفاء، والقدرة على أن يرى كل طرف في الآخر مصدر فخر واعتزاز.
حين يفتخر الزوج بزوجته، فهو لا ينظر فقط إلى مظهرها أو دورها في المنزل، بل يراها صديقة عمره، وسر قوته، وملاذه حين يثقل عليه العالم. يرى فيها الحنان الذي يخفف تعبه، والحكمة التي ترشده، والصدق الذي يحمي قلبه من الخذلان. أما الزوجة، فحين تفتخر بزوجها، فهي لا تراه مجرد معيل أو اسم في دفتر العائلة، بل تراه أمانها الذي تسكن إليه، ورجولته التي تحميها، وكتفها الذي تستند عليه في أصعب لحظاتها.
الفخر المتبادل بين الزوجين يخلق بيئة صحية مليئة بالحب، حيث يشعر كل منهما أنه ليس وحده في مواجهة الحياة، بل أن له شريكًا يحمل عنه بعض الأعباء، ويفرح معه بكل إنجاز، صغيرًا كان أو كبيرًا. فكم هو جميل أن تروي الزوجة لصديقاتها باعتزاز عن أخلاق زوجها قبل أي شيء آخر، وكم هو رائع أن يذكر الزوج فضل زوجته أمام الناس، ويشعر أن نجاحه ما كان ليكتمل لولا وجودها إلى جانبه.
الحياة الزوجية ليست مثالية دومًا، فهي لا تخلو من خلافات ومواقف صعبة، لكن عندما يكون الفخر والاحترام متبادلًا، تصبح تلك الخلافات مجرد تفاصيل صغيرة لا تهزّ الأساس القوي المبني على المودة والرحمة.
في النهاية، السعادة بين الزوجين ليست في مظاهر تُعرض أمام الآخرين، بل في شعور داخلي صادق يجعل كل طرف يردد في نفسه: أنا فخور أن هذا الإنسان شريك حياتي، وأنا ممتن أن الله جمعني به.



