المئة يوم الأولى من القيادة.. مرحلة صناعة الثقة وبناء الرؤية

بقلم: الأستاذ الدكتور / فيصل عبدالقادر بغدادي

قرأت لكم في كتاب ( قيادة فريقك في أول 100 يوم) (نيف أوكيف Niamah O’Keefe)
تُمثل المئة يوم الأولى من تولي القيادة مرحلةً مفصلية في مسيرة أي قائد جديد إذ تُشكل الانطباع الأول عن شخصيته الإدارية وتبرز مدى قدرته على إدارة الفريق والتعامل مع بيئة العمل.

وقد تناول كتاب أول 100 يوم من القيادة هذه الفترة الحساسة بوصفها الركيزة الأولى للنجاح المؤسسي، حيث تتحدد خلالها ملامح الثقة والتي ترسم فيها معالم الرؤية المستقبلية..

يشير الكتاب إلى أن القائد الناجح لا يبدأ بإصدار القرارات ولا بإحداث التغيير السريع، بل يبدأ بالإنصات والفهم. فمعرفة الواقع المؤسسي وثقافة العاملين وتاريخ منظومة المؤسسة هي الأساس الذي تبنى عليه القرارات الرشيدة لذلك من الحكمة أن تكون البداية هادئة قائمة على الملاحظة والتأمل لا على الاندفاع والاستعجال.
ويقسّم الكتاب هذه المرحلة إلى أربع مراحل متتابعة على النحو التالي:-

1-مرحلة الإعداد ما قبل البداية لدراسة الواقع العام للمؤسسة والتعرف على عناصر القوة والضعف وهي من معايير التخطيط الإستراتيجي لدراسة الوضع الداخلي للمؤسسة..

2-المرحلة هذه هي مرحلة الملاحظة والفهم وهي من الأيام (1–30) وفيها يتم بناء جسور الثقة والتعرف على الكفاءات الموجودة والموارد والاحتياجات.
3- أما هذه المرحلة هي للتقييم والتخطيط وهي تبدأ من الأيام (31–60) وفيها تحديد الاتجاهات الإستراتيجية ورسم خارطة الطريق لبدأ العمل التنفيذي في المرحلة المقبلة
4- وهنا تبدأ مرحلة التنفيذ والتأثير وهي من الأيام( 61–100) حيث تبدأ عملية تنفيذية والتطبيق العملي وإبراز القيم القيادية من خلال المبادرات والإنجازات.. غير أن اكاتب في هذا الكتاب يحذر من أخطاء شائعة قد تُربك مسيرة القائد في بداياته العملية للقيادة ومنها التسرع في إتخاذ القرارات أو السعي لإرضاء الجميع لكسب شعبية مؤسساتية أو ربما يقوم بتجاهل ثقافة المؤسسة الراسخة منذ نشأتها..
ونؤكد بأن القائد الذي يدير أيامه الأولى بحكمة واتزان ويوازن بين الحزم والإنصات فهو الأقدر على كسب الثقة وتوحيد الجهود نحو الهدف المشترك.
المئة يوم الأولى ليست اختباراً للسلطة بل امتحان للخبرة القيادية والنضج القيادي والرؤية الواعية التي من خلالها تؤسس لنجاح مستدام في مسيرة القيادي الناجح.