مقالات و رأي

المخيّمات الأُسريّة في الإجازة المطوّلة

بقلم / راشد بن محمد الفعيم

إنّ من أعظم الأجور في مثل هذه الأيام أن يجمع المقتدر إخوانه وأخواته وأعمامه وعمّاته وخواله وخالاته وأبناءهم جميعًا، وأقاربه وخلّانه في مخيمٍ برّي، في هذه الأجواء الربيعية الجميلة التي تتمنّى كل أسرة أن يكون لها فيها عميدٌ يجمع شملها، ويؤلّف بين قلوبها، ويحرص على اجتماعها. وإذا كان اللقاء في البرّ، كان ذلك عملًا جليلًا، وفضلًا كبيرًا، وأجرًا عظيمًا لصاحبه.

ورغم ما قد يعتري هذه اللقاءات من بعض المنغصات، فإن أعمال الخير لا بد أن يصاحبها شيء من التعب والقلق، وشيء من عدم تجاوب بعض الأقارب، غير أن ذلك لا يقلل من قيمة العمل ولا من أجره عند الله، وعليه أن يصبر ويحتسب.

فالاجتماع في المخيمات فيه تكلفة وبذلٌ للجهد والمال، وكل ذلك يُكتب أجره عند الله سبحانه. ففي هذه اللقاءات صدقة، وصلةٌ للرحم، ومحبةٌ وألفة، وفيها إدخالٌ للسرور والسعادة على الصغار والكبار، وعلى الشباب والأطفال.

كما أن فيها تعارفًا بين الجيل الجديد، إذ إن كل أسرة تُنبت جيلًا بعد جيل، ولا يجمع هذا الجيل ويتعارف إلا من وفّقه الله واختاره لهذا العمل المبارك.

والاجتماعات الأُسريّة في المخيمات خلال الإجازات عملٌ مبارك، فيه خيرٌ كثير، وأجرٌ عظيم، ودفعٌ للبلاء، وتيسيرٌ للأمور بإذن الله إذا صلحت النيّة. فإن الله تعالى يجزي صاحب العمل الخيّر الجزاء الأوفى.
فالله يأمر بالاجتماع، ويأمر بصلة الأرحام، وبالصدقة، وبإدخال السرور على الصغير والكبير، ويأمر بالكرم وإكرام الضيف والقريب والجار والصديق، والوالدين والأبناء.
وكل هذه المعاني العظيمة تجتمع في المخيمات البرّية.

والواجب علينا التشجيع والتأييد والدعاء والثناء لكل من يبذل ويجمع ويدعو إلى هذه الاجتماعات الربيعية الجميلة.
ولا يصلح أبدًا أن يقوم بهذه الأعمال الجليلة من طبعه المَنّ أو طبعه الكِبْر؛ لأن المَنّان يفسد عمله بالكِبْر على أقاربه، بالحديث تارة، وبسوء الأدب تارة أخرى، بحكم أنه هو الذي سعى في اجتماعهم، والناس تنفر من هذا الخُلُق السيّئ.

وصلة الرحم من الأسباب التي تُدخل العبد الجنة، ومن أسباب الحفظ ودفع الشرور؛ إذ تدفع نوائب الدهر وترفع البلاء. وهي من أهم الواجبات، ومن أعظم أسباب صلاح القلوب، وزوال الوحشة والشحناء، وتقارب الأقارب، وتعاونهم على الخير. أمّا القطيعة فهي منكر عظيم، ومن كبائر الذنوب، ولها عواقب وخيمة وآثار سيئة كثيرة.

فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يبتعدا عن القطيعة، ويحرصا على صلة الرحم، وألّا يتأثرا بما يثيره البعض أو ينقله من كلامٍ يقطع الروابط ويزرع البعد.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نشكر وندعو لكل من كانت له يدٌ في هذا العمل المبارك، ولكل من ساهم في جمع القلوب وإقامة هذه المخيمات الجميلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى