مقالات و رأي

الفضاء بعدسة الأدباء

الدكتورة : إيمان حماد الحماد
بنت النور ، http://@bentalnoor2005

هو رحب كما نراه ونعلمه ، وواسع كما براه مبدعه ، وشاسع كما أراد مدبره ، حاويا لشمس تشرق في كل صبح دلالا ، وقمرا يتبعها بكل أحواله بدرا كان أم هلالا ، وحوله تلك النجوم تسطع جمالا ، وكواكب في الفضاء تناثرت تفصيلا وإجمالا ، وأقمارها لا تطيق بعادها ، فبالقرب منها امتثالا ، يميل القمر حيث كويكبه استدار فمالا ، فكلٌ في مداره يسبح ، وفي عالمه يمرح فاق الجمال جمالا …
ولرؤية كل ذلك ، أرسلنا المراكب تباعا ، لتلتقط لنا صور الجمال سراعا ، وتنقل لنا حيّ الفضاء فنا وإبداعا ، لغرض العلم دراسة وللعقل إشباعا ، ولغرض الفهم ففي الفضاء دروس وعبر لذوي العقول متاعا ، وللمتعة فيها ملعبا ورتاعا …
فتأمل بها لتدرك قدرة البديع بما خلق …
وتفكر بها لتعرف معنى ” والقمر إذا اتسق “..
وتعمق أكثر ، ففيها ” الليل وما وسق ” ..
وتمتع برؤية شهب ، ونيازك ، وشفق ….
واطمح وصولا له ، وكأنك تركب طبقا عن طبق …

فمالكم لا تدركون …
هو عالم ، ومابه يقين وليس ظنون ..
ومن تأمله ، عاش ضربا من جنون …
وظل لفترة في سحره مفتون …
فجماله يأسر القلوب ، كما سحر العيون ..
وإعجازه دليل على قدرة الخالق لمن بقدرته يشككون …

فها هي السماء بلا عمد رفعها ..
وبها ضياء من بعض نوره أمتعها …
وبها كواكب أصواتها تفزع من سمعها ..
ومجرات ، بمدارات سبحان من جمعها ..
ومسارات مدروسة ، فمن ذا الذي علمها ..
هو القدير الذي خلق فأبدع ، وصور فأمتع ، وفسّر وأقنع ، وأعطى وأشبع ، آياته للخلق أجمع ، فمن اهتدى فقد رفع ، ومن ضل سيظل بالجهل يرتع … .
ولن ينفعه عناده ، وليس عند الإله سيشفع ..
هو الكون من حولنا ، وهو لنا …
وهو الفضاء يحملنا ، كلنا …
فمن رآه فأبصر ، كان له آية ..
ومن رآه ليتدبر ، جعل دراسته غاية ..
ومن رآه وأنكر ، فليس له دراية ..
ومن عرفه وعرف خالقه وكفر ، فذاك عقله قد رحل ، وضوؤه قد أفل ، ونجمه على الأرض نزل ، حتى استقل ،ثم اضمحل ، إلى أجل … .
ونحمد الله أننا ممن رآه فتأمل ، وزادنا إيمانا ، وممن تعمق به وتدبر ، فعدنا للخالق إذعانا ، وسبحناه على بديع صنعه ، وحمدناه أن لخيره أعطانا ، ولنوره هدانا ، ولغضبه وقانا ، ومن أن نتيه في الفضاء حمانا ، فكان رغم اتساعه مأمنا وأمانا …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى