الصدى الأدبي

حين يزهر الحنين

نوال العمودي – جازان

ذاك الشغف… أصبح كالثلج،
وتلك الأيام تبعثرت،
وما أنا إلا ذكرى تعانق مخيلة وشرخ..
فكل شيء انتهى واندثر.
الحب يذهب، والعلاقات تنهار،
لكن القهر… كل شيء تبخر!
حتى المودة، حتى العيش والملح.
لم نتفاهم؛ أنا الصح وأنت الصح،
أما الخطأ… فكلٌّ يرميه على الآخر.
كيف أفهم؟ وكيف تفهم؟
الشمس تسرق الدفء… لكنها تحرق،
والقمر، والبدر جميلان… ولكنهما جامدان.

ورغم كل ما كان،
ما زال في القلب ركنٌ صامت
يحنّ لتلك التفاصيل الصغيرة،
لضحكةٍ خبأها الوقت،
ولنظرةٍ لم تكتمل حديثها.
تعلمت أن بعض النهايات لا تعني الفناء،
بل بداية وعيٍ جديد،
فلا بأس إن تجمّد الشغف،
ما دامت فينا قدرة الحنين…
وقدرة النهوض من الرماد.

ورغم انطفاء الشغف وتبعثر الأيام،
ما زال في القلب سلامٌ صغير،
يعرف أن لكل شيء وقتًا،
ولكل رحيلٍ حكمةً خفية.
تعلمت أن الود لا يموت،
بل ينام في زوايا الذاكرة بلطف،
وأن الشمس مهما أحرقت،
فهي تمنحنا فجرًا جديدًا لا يشبه الأمس.
فليهدأ القلب…
فما كُتب أن يرحل، رحل بلُطف،
وما كُتب أن يبقى، سيعود حين يزهر الحنين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى