الصدى الأدبي

حين يعلو صوتي، يصمت الموج

أروى الزبير
سناب شات/ http://@a.z0404

في الساعة السادسة صباحًا بتوقيت عدن جلستُ أتأمل شروق الشمس على شاطئ ساحل أبين و البحر الذي لا يشيخ، اُنصِتُ لصوت البحر كان في صوته اعترافًا مؤجلًا و في رائحته حنينٌ لعمرٍ لم أعيشهُ بعد، خُيّلَ لي أن تضارب الأمواج سباقٌ خفيٌ مع الزمن، تترأسهُ الشمس من الخلف، وتخرج من الأفق بإستحياء يشبه ولادة الضوء الأولى، مُضْجّرَة باللون البرتقالي المُصْفَر تسطُع شيئًا فشيئًا حتى انعكس لونها على الرمال التي أمامي حتى بدت لي كأنها رمال ذهبية مُتلئلئة، أخذتُ اتأمل اللوحة الكونية  الإلهية وبديع الله في خلقه بإستشعار النِعم، كانت كل موجة تأتيني كأنها رسالة؛ واحدة تربت على روحي والأخرى تسرق عني أحزاني وتتراجع، قاطع سهوة قلبي غُراب كاد أن يرتطم بي لولا أن ملتُ بجسدي إلى الخلف هو الآخر قاطعت تأملاتُه فتاةً صغيرةً كانت تحصد الصَدف الهارب من الأمواج..
دثرتُ قدمي بالرمال الذهبية باحثة عن دفئهما من الرياح العاتية التي اجتاحت الشاطئ وأغمضتُ عينيّ و أنا أُناجي خالقي الذي أُودعتهُ جميع أماني قلبي وما خُفي بين طياتِه و زوايا أحشائه..
اسأله هل ستكون عاقبة أمري ومراحل صبري مثمرة؟!
هل سأُحقق مآرب طموحاتي و أحلامي قريبًا!؟
هل اقتربت من النصر.. هل سأُكافئ بال….!
تلاشت أفكاري حين شعرتُ بدفئ يغزو جفناي.. وبرودةً بدايةً من أنامل قدميّ حتى نهاية ظهري.. فتحتُ عيناي فإذا أنا وسط البحر والشمس فوق رأسي..
بسبب المَد والجزر وصل الموج لمكاني حتى تعداني وأنا غارقة في أفكاري وتساؤلاتي.. نهضتُ سريعًا أحملُ حذائي بخُطى متكاسلة مع ضحكات عالية إذ يُمازحُني الموج يرتطم بي واردُ له مُزاحهُ بضرب سطحِه بأطراف قدمي، يظل البحر الوحيد الذي اتفق على حبه الجميع ويظل مرآة عاكسة، يعكس ما نخفيه أكثر مما تعكس السماء..
عدتُ من الشاطئ بعد أن رأيت أحلامي تطفو على سطحه كقطرات ضوء تبحث عن طريقها إليّ، فحين يعلو صوتي الداخلي على صوت الموج.. أعرف أنني أخيرًا أسمعُ ذاتي.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى