عدتَ تطرق باب الماضي

وفاء وزنه ✍️
عدتَ تطرق باب الماضي
أتى بك الحنين وذكريات السنين، تحمل في عينيك أسئلة مؤجلة ، وفي صوتك رجفة اعتذارٍ لم يكتمل.
وقفتُ أمامك كمن يلمح عمرًا ضاع منه، اشتعلت في داخلي كل اللحظات التي حاولتُ نسيانها، وكل الطرق التي مشيتها وحدي… وكل الأبواب التي أوصدتها كي لا أسمع نبض اسمك.
لكن الماضي… يعرف الطريق جيدًا.
يعرف كيف يعود دون أن يستأذن، وكيف يوقظ في القلب وجعًا نائمًا ، وكيف يتركنا في منتصف الحكاية، لا نحن قادرون على الرجوع… ولا نحن نستطيع أن نمضي دون أثر.
نظرتُ إليك طويلاً… لم أسأل، ولم تجب ، كان الصمت بيننا أصدق من أي كلام.
وبقي الباب نصف مفتوح، كأن الحكاية تنتظر خطوة… أو وداعًا… أو صدفة أخرى تعيد ترتيب القدر.
وتركتُ النهاية كما هي…
معلّقة بين قلبين
يخافان أن يعودا…
ويخافان أن يبتعدا.
تقدّمتَ خطوة نحو الباب، خطوة أربكت كل محاولاتي للثبات، وكأن الزمن الذي فرّ من بين أيدينا ، عاد يستجدي فرصة أخيرة.
لمستَ بيدك حافة الباب، وترددتَ كمن يخشى أن يُغلقه أو يخشى أن يعبره.
وكنتُ أقف في الجهة الأخرى، أحمل قلبي بين يديّ كمن يخاف أن يمنحه… ويخاف أكثر أن يخسره مرة أخرى.
سألتُ نفسي بصمت: هل نعيد كتابة ما انكسر؟ ، أم نتركه معلّقًا كما اعتاد أن يكون؟
ولم نجد جوابًا.
لا أنا… ولا أنت.
فبقي الباب مفتوحًا كما تركتَه، وبقي قلبي مترددًا كما وجدتَه، وبقيت الحكاية تنتظر… بين احتمال لقاءٍ يكتمل، واحتمال وداعٍ لم يُعلن بعد
.



