مقالات و رأي

حين يصبح الجسد درعًا… هكذا يُجسِّد السعودي معنى الأمن

ليلى سعد القحطاني✍🏻🦋

في الحرم المكي، حيث تتقدّم الطمأنينة عادةً على الخوف، وحيث تُسلّم الأرواح أمرها لله، كاد اليأس أن ينتصر في لحظة خاطفة.
معتمر حاول أن ينهي حياته، في لحظة ضعف إنساني قاسٍ، لكن أمام هذا الانكسار وقف رجل أمن سعودي لا يحمل في يده سوى شجاعته، ولا في قلبه سوى قسمه، فاختار أن يضع جسده درعًا، وأن يواجه الاصطدام بدلًا عن غيره
رجل أمن سعودي، لم يملك ترف التفكير ولا وقت التردّد. لم يصرخ، ولم ينتظر تعليمات، ولم يحسب كلفة الخطر.وضع جسده كدرعٍ حيّ، وكأن روحه قالت قبل جسده: ليس هنا… ليس الآن… ليس في بيت الله.
ذلك المشهد لم يكن موقفًا عابرًا، بل شهادة حيّة على معنى أن تكون سعوديًا في موقع الشرف والمسؤولية.
شجاعة لا تُرفع لها الرايات فقط ، لكنها تُكتب في سجل القيم. وبطولة لا تبحث عن الضوء، بل تصنعه في اللحظة الأشد ظلمة.
رجل الأمن السعودي لم يسأل نفسه: ماذا لو تأذّيت؟
بل اختار بصمته أن يكون الفاصل بين الحياة والموت، وأن يحمي روحًا غريبة لا يعرف اسمها ولا قصتها، لكنه يعرف قيمتها.
هنا لا نتحدث عن بطولة فرد فحسب، بل عن صورة وطن كامل.
عن رجالٍ درّبتهم المملكة على أن الأمن ليس قوة فقط، بل رحمة وحكمة وحضور ذهني في أخطر الثواني.
وعن دولة جعلت حماية الإنسان جزءًا من هويتها، لا بندًا في التعليمات.
في ذلك المشهد، رأينا السعودية كما نعرفها:
حازمة حين يجب، رحيمة حين ينبغي، حاضرة برجالها في أقدس بقاع الأرض.
ورأينا أن من يحرس الحرم ليس حارسًا للمكان فقط، بل مؤتمن على الأرواح، وعلى صورة الإسلام، وعلى قدسية المقام.
ذلك الجسد الذي تحوّل إلى درع، لم يحمِ إنسانًا واحدًا فحسب، بل أعاد تعريف معنى الأمن، ومعنى الرجولة، ومعنى الانتماء.
وأكّد أن في هذا الوطن رجالًا لا يقفون على الهامش حين يُختبرون، بل يتقدّمون… حتى لو كان الثمن أرواحهم .
تحية لذلك البطل الذي اختار أن يكون جسرًا لا هاوية،
ودرعًا لا متفرّجًا،
ودليلًا على أن الخير في هذه البلاد أسرع من اليأس.
هذا هو السعودي حين يُختبر،
وهذه هي المملكة حين تتجلّى:
وطنٌ إذا وقف أبناؤه، وقفوا دروعًا تحمي الحياة،
وحين يحضرون، لا يُسأل من هم، فالموقف يُعرّفهم، وفعلهم يشهد لهم.عشت يا وطني وطن الامن والامان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى