تطبيق الاختبارات خلال اليوم الدراسي: الإيجابيات، السلبيات، وآليات التحسين

بقلم / د. مناحي خلف الشاماني
يُعد تنظيم الاختبارات أحد أهم المحاور التي تعكس جودة النظام التعليمي وفعاليته. وفي ظل تطورات الميدان التربوي وتزايد الضغوط الأكاديمية، اتجهت وزارة التعليم إلى تطبيق الاختبارات خلال اليوم الدراسي بدلاً من تخصيص فترات منفصلة خارج الجدول اليومي، هذه الخطوة لها العديد من الإيجابيات، إلا أنها لا تخلو من السلبيات، مما يفرض ضرورة، وضع آليات، واضحة للتحسين، والتطوير.
أولًا: الإيجابيات
١- استثمار الوقت المدرسي بشكل فعّال: يساعد دمج الاختبارات ضمن الجدول الدراسي اليومي على تقليل الهدر الزمني واستغلال الساعات الدراسية بطريقة مثمرة، دون الحاجة لتعطيل اليوم الدراسي كليًا.
٢- تقليل التوتر والضغط النفسي: يخف التوتر النفسي لدى بعض الطلاب عندما تُدرج الاختبارات في سياق يوم دراسي اعتيادي، بعيدًا عن الأجواء الرسمية الصارمة للاختبارات النهائية.
٣- الاستمرارية في العملية التعليمية: يتيح هذا النظام للطلاب الاستمرار في تلقي الدروس والمراجعة اليومية، مما يحافظ على النسق التعليمي ويمنع الانقطاع المفاجئ.
٤- تعزيز المهارات التنظيمية للطالب: يُنمّي هذا النوع من الاختبارات قدرة الطلاب على التوازن بين الدراسة والتحضير للاختبار خلال نفس اليوم، مما يكسبهم مهارات في التخطيط وإدارة الوقت.
ثانيًا: السلبيات
١- الإرهاق البدني والذهني للطلاب والمعلمين: الجمع بين الحصص الدراسية والاختبارات في نفس اليوم قد يرهق الطلاب، ويؤثر سلبًا على تركيزهم في بقية اليوم.
٢- انخفاض جودة التحصيل في الحصص المصاحبة للاختبار: غالبًا ما تكون الحصص قبل أو بعد الاختبار أقل إنتاجية نتيجة لانشغال الطلاب بالتحضير أو التفكير في نتيجة الاختبار.
٣- قلة الوقت للمراجعة المكثفة: يعاني بعض الطلاب من عدم توفر الوقت الكافي للمراجعة المتعمقة قبل أداء الاختبار، خاصة إذا كانت الاختبارات يومية.
٤- صعوبة في ضبط الجدول الزمني: قد يواجه قادة المدارس صعوبة في تنسيق الجدول الدراسي وتوزيع الحصص بطريقة تضمن العدالة والتوازن لجميع الصفوف والمواد.
٥- عدم تقبّل بعض أولياء الأمور لهذا الإجراء: يرى البعض من أولياء الأمور أن دمج الاختبارات ضمن اليوم الدراسي قد يقلل من جدّية التقييم، أو يرهق أبناءهم دون منحهم الوقت الكافي للاستعداد، مما يخلق حالة من عدم الرضا ويؤثر على العلاقة بين الأسرة والمدرسة.
ثالثًا: آليات التحسين
١- تحديد أوقات مناسبة للاختبارات: يُفضّل جدولة الاختبارات في الحصص الأولى من اليوم الدراسي حيث يكون الطلاب في قمة نشاطهم الذهني.
٢- تقليل عدد المواد المختبرة يوميًا: يجب ألا يُكلف الطالب بأكثر من اختبار واحد يوميًا لتقليل الضغط والإرهاق.
٣- مراعاة توزيع المواد وفق الأولوية: ينبغي توزيع المواد الأساسية بحيث لا تتكرر في أيام متتالية، مع إعطاء فترات راحة كافية بين اختبارات المواد الثقيلة.
٤- تهيئة بيئة صفية داعمة: تعزيز الدعم النفسي والتحفيزي داخل الفصول لتخفيف حدة التوتر الناتج عن تكرار الاختبارات.
٥- إشراك أولياء الأمور والطلاب: من المهم إشراك أولياء الأمور والطلاب في تقويم هذا النظام من خلال استبانات دورية واقتراحات للتحسين.
٦- تدريب المعلمين على إدارة اليوم الدراسي أثناء الاختبارات: تزويد المعلمين بخطط مرنة تمكنهم من تنظيم الحصص والاختبارات دون الإخلال بسير العملية التعليمية.
ختامًا إن تطبيق الاختبارات خلال اليوم الدراسي يمثل خطوة استراتيجية تتطلب توازنًا دقيقًا بين التحصيل الأكاديمي والرفاه النفسي للطلاب، ومن خلال التخطيط السليم وتطبيق آليات تحسين مستمرة، يمكن للمؤسسات التعليمية تحقيق أقصى استفادة من هذا النظام مع تقليل التحديات المرتبطة به.



