الصدى الأدبي

أنا سيدة مشاعري

أروى الزبير / a.z0404@

أنا المرأة التي لطالما بدَت إيجابية و متفائلة و تبثُ الأمل لكل من حولها حتى قيل عنها : مرآة النور رغم عواصف الحياة، و سيدة السلام الداخلي التي ترى في كل عثرة درس، امرأة بعد كل دمعة تصنع أمل و بعد كل إعصار تُرمم ذاتها و تصقُلها و تعود أقوى مما كانت.
أما الأن عندما دفعتُ ثمن كبتي لمشاعري السلبية.. تزاحمت داخلي التراكمات و الضغوطات النفسية، أُصبت بالتوتر و القلق و نوبات غضب و حزن مفاجئ و فقدان الشغف و منها تحولت لأعراض جسدية كالصداع و الأرق و ألآم المعدة و غيرها،
اصبحتُ أُنعَت بـ : مُحبَطة و مُحبِطة، كئيبة و مُضجرة، سلبية و متشائمة، و لكن مهما قيلت في هذه الصفات لن أحنق أو أتأثر لأن.. لا أحد يستطيع أن يشعر بما أشعر به وإن قالوا إنهم يشعرون!
لا أحد يعلم مقدار ما أُكابدُه، كخيل أرهقها اللجام تخطو بكرامة رغم النزف من فمها يزداد الألم حِدة كلما فكرت في تباعد الخطوات للوصول إلى راحتِها و كأن الألم يرفُض خلاصها.
أدركت أن الدموع ليست بالضرورة أن تنهمر من المقلتين، فبعض الإنهمارات تخرج من الروح و توجع أكثر.
من الأن لن أُخفي وجعي وألمي وحُزني لن أُخفي سلبيتي وتشائُمي و إحباطي و إن طال الشعور.
سأمارسهم كلما شعرت بالرغبة في ممارستهم لن أُخفي مشاعري و أجعلها تتفاقم وتُكبَت ثم تتحول لجرح أعمق
فالسماح لذاتي بالشعور بهذه الصفات ليسَ ضعفًا و إنما هي أول خطوة نحو الشفاء بلا ندوب.
فعيشها والتعبير عنها أخف مع الوقت من دفنها، سأكون صادقة مع ذاتي لن أخجل من إظهار أحزاني فهذا أكبر دليل أني إنسانة تشعُر بصدق لا تتصنع القوة، إذ حتى القوة تحتاج لراحة بين حين و آخر، لن أسمح لأحد أن يحدد متى و كيف و ماذا يجب أن أشعر!
لن ابتسم بعد السقوط و أنا أتفتت من الداخل، لن أُجمِّل الألم و أعيش مُقنَّعة خوفّا من أحكام الناس علي، فالحياة ليست مسرحًا يَفرِض علي دور واحد.

نصيحة:
عندما تشاهدون إمرأة يأكُل قلبها الحزن تجنبوا النصائح الفورية والتنظير عليها لا تستنقصوا بمشاعِرِها، إذا لم تستطيعوا مساعدتها فعليّا بإزاحة حُزنها، عليكم فقط.. أن تستمعوا لها وتظهروا تعاطفًا حقيقيًا ودعمًا صادقًا لا أكثر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى