دخول الزُّبانا… آخر الخريف وبداية الشتاء
بقلم ️ راشد بن محمد الفعيم
اليوم الاثنين، 24 نوفمبر 2025م 3 جمادى الآخرة 1447 هـ ، يبدأ اليوم أول أيام الزُّبانا، وهي المنزلة السابعة والأخيرة من منازل فصل الخريف، والرابعة والأخيرة من طوالع الوسم.
وتُعَدّ ثاني النجوم اليمانية، ومدتها ثلاثة عشر يومًا ، وتأتي بعد الغفر، ويأتي بعدها دخول فصل الشتاء فعليًا، خصوصًا في الليل.
سمات طالع الزُّبانى
1. بداية المظاهر الشتوية بشكل أوضح من الأيام الماضية، خاصة في الليل.
2. ازدياد برودة الجو ليلاً أكثر من ذي قبل، مع اعتدال النهار.
3. اشتداد هبوب الرياح الباردة.
4. هيجان البحر واستمرار اضطرابه.
5. كثرة هطول الأمطار بإذن الله تعالى.
6. يبلغ متوسط الحرارة الصغرى نحو 12°م، ومتوسط الحرارة الكبرى نحو 24°م تقريبًا.
7. من اليوم التاسع من منزلة (الغفر) حتى اليوم الثالث عشر من منزلة (الزُّبانى) يكون وقت أذان العصر في أبكر وقت له خلال العام.
8. من اليوم الخامس من الزُّبانى حتى اليوم العاشر من (الإكليل) يكون أذان العشاء في أبكر وقت له طوال السنة.
9. أول ظهور طائر الحجل إذا نزل المطر.
10. يُنهى فيها عن شرب الماء قبل النوم لبرودة الأجواء.
11. يُحبس فيها الماء عن أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق شتاءً مثل: العنب، والرمان، والتين.
12. تستمر زراعة القمح والشعير والخضار والبقول والحبوب.
ما قيل في الزُّبانا قديمًا
قال ساجع العرب:
«إذا طلعت الزُّبانى أحدثت لكل ذي عيال شأنًا، ولكل ذي ماشية هوانًا، وقالوا: كان وكانا، فأجمع أهلك ولا تُوانَ»
ومعناه: أن البرد يشتد عند طلوعها، فيشغل أصحاب البيوت بشؤون عيالهم، ويُتعب أصحاب الماشية في تدبيرها، ولذلك كانوا ينصحون بجمع الحطب وعدم التواني.
ووصف العرب نوء الزُّبانى بهبوب البارح، وهي الرياح الشمالية القوية، وإن كانت في الصيف حارة، إلا أنها في الشتاء شديدة البرودة.
ونحن نعيش في هذه الايام في برد جويريد” هو أول موجات البرد القارس في الشتاء، وتُعرف بأنها تجرد الأشجار من أوراقها. تحدث عادة قبل بداية المربعانية، أي في أواخر نوفمبر
سُمّي هذا البرد بهذا الاسم لأن شدته تتسبب في سقوط ما تبقى من أوراق الشجر، ويُعد علامة على بدء الشتاء القارس
ملاحظة
الأمثال العربية والأبيات الشعرية ليست كلمات عابرة، بل خلاصة خبرات تراكمت عبر السنين، تدلّ على ذكاء الإنسان وفطنته، وتحكي ارتباطه بالأرض والسماء والنجوم، وتُبيّن كيف استطاع فهم الفصول وحركة النجوم والتكيّف مع الطبيعة بحكمةٍ وبصيرة.
ولا يزال المهتمّون والفلكيّون في عصرنا الحاضر ينقلون هذا الإرث ويستشهدون به، مما يدلّ على قوة تأثير ثقافة الأوائل وعمق معرفتهم مقارنة بالمتأخرين.
تنبيه
ظهور نجوم الموسم ثابت لا يتغيّر في التاريخ الميلادي عند جميع المهتمين والفلكيين، قديمهم وحديثهم، ولا يختلف عليه أحد؛ إلّا عند بعض المتأخرين ممّن يرغب في التميّز بوضع تاريخ خاص به.
