أعلن المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية عن إصدار دليلين رائدين يهدفان إلى تعزيز وعي الطلاب والمعلمين والكوادر التربوية بآليات التعامل مع التحديات النفسية داخل البيئة المدرسية، هما: مجلة الصحة النفسية المدرسية والدليل الإرشادي للتعامل مع مشكلات الصحة النفسية في البيئة المدرسية.
وأكد المركز أن إعداد مثل هذه الأدلة يأتي ضمن اختصاصاته الرئيسية في صياغة الأدلة الإرشادية الوطنية، ونشر ثقافة الصحة النفسية، وبناء الشراكات مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة. ويهدف المركز من خلال إصدارهما إلى تفعيل محتوى هذه الأدلة في الميدان التربوي عبر إدارات التعليم والمدارس، بما يعزز من دور الكوادر التعليمية في رعاية الطلبة نفسياً وسلوكياً، ويوفر بيئة تعليمية أكثر أماناً ودعماً.
المجلة: منصة توعوية تثقيفية
تُعد مجلة الصحة النفسية المدرسية الأولى من نوعها في المملكة، حيث جاءت لتكون منصة توعوية وتثقيفية للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، تسلط الضوء على قضايا الصحة النفسية في محيط المدرسة.
وتتناول المجلة عدداً من الموضوعات المحورية مثل:
– العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والتحصيل الأكاديمي.
– مظاهر القلق والاكتئاب لدى الطلاب وكيفية التعامل معها.
– ظاهرة التنمر والعزلة الاجتماعية وأثرها على المجتمع المدرسي.
– ممارسات صحية يومية يمكن أن تعزز من الحالة النفسية للطلاب.
كما تقدم المجلة نماذج عملية واستراتيجيات تدخل مبكر، إلى جانب مقالات علمية بلغة مبسطة مدعومة برؤية خبراء ومختصين، ما يجعلها أداة معرفية تواكب لغة العالم في تناول موضوعات الصحة النفسية في التعليم.
الدليل الإرشادي: مرجع عملي للكوادر التعليمية
أما الدليل الإرشادي للتعامل مع مشكلات الصحة النفسية في البيئة المدرسية فقد تم إعداده من قبل نخبة من الأطباء النفسيين والمختصين في علم النفس التربوي، ويهدف إلى أن يكون مرجعاً عملياً شاملاً لكل من يعمل في الميدان التربوي.
ويتضمن الدليل:
منطلقات وطنية تتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 والاستراتيجيات الوطنية لوزارتي التعليم والصحة.
الفئة المستهدفة وتشمل الطلاب على اختلاف أعمارهم والمعلمين والمرشدين التربويين.
أهداف تفصيلية من أبرزها رفع مستوى الوعي، وتعزيز مهارات التعامل مع الأزمات النفسية، وتمكين الكادر التعليمي من ملاحظة علامات الخطر وإحالة الحالات إلى الجهات المختصة.
استراتيجيات عملية على ثلاثة مستويات: وقائي – متوسط – متقدم، تتيح للمدرسة التدخل بشكل متدرج ومناسب مع الحالات النفسية المختلفة.
آلية واضحة للتحويل والإحالة للطلاب الذين يحتاجون إلى رعاية صحية متخصصة خارج المدرسة.
ويمثل الدليل خطوة مهمة نحو توحيد المرجعيات المهنية في التعامل مع قضايا الصحة النفسية داخل المدارس، وهو ما ينسجم مع التوجه العالمي الذي يربط جودة التعليم برفاه الطلاب النفسي.
لغة عالمية واتجاه حديث
وأشار المركز إلى أن هذين الإصدارين يتماشيان مع ما أصبح اليوم لغة عالمية في التعليم الحديث، حيث تؤكد المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) واليونيسف (UNICEF) أن رعاية الصحة النفسية للطلاب جزء لا يتجزأ من جودة التعليم، وأن المدارس لم تعد مكاناً لتلقي المعرفة فقط، بل فضاءً داعماً للنمو النفسي والاجتماعي والمهاري.
نحو التفعيل والتطبيق
وشدد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية على أن الهدف من إصدار هذين الدليلين لا يقتصر على النشر والتوزيع، بل يتعدى ذلك إلى تفعيلهما عملياً عبر البرامج التدريبية وورش العمل، بالتعاون مع وزارة التعليم وإداراتها المختلفة، لضمان وصول محتواهما إلى كل معلم ومعلمة ومرشد تربوي، وبالتالي تحقيق أثر ملموس في تحسين بيئة التعلم والارتقاء بجودة حياة الطلاب.
دعوة مفتوحة للتعاون
واختتم المركز تقريره بدعوة جميع الجهات ذات العلاقة إلى الاستفادة من محتويات الإصدارين، مؤكداً استعداده لبناء جسور تعاون فاعلة تعزز الصحة النفسية للطلبة، وتدعم استقرار المجتمع التعليمي، بما يحقق الرؤية الوطنية لبناء أجيال أكثر قوة وصحة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
وللاطلاع على الدليلين وتحميلهما، يرجى زيارة الرابط التالي: