مطر الأفكار

بقلم ـ نورة المالكي

في ليلة من الليالي … رأيت صورة قديمة على مكتبي ….فحلقت أفكاري بعيدا مع صورة المطر وتخيلت رائحة المطر تغطي المكان وصوت الرعد يزلزل داخل مخيلتي وبدأ جسمي يرتجف بردا وشوقا لزخات المطر الباردة….
حلقت أفكاري فوق الغيوم إلى عالم بعيد لا يعرفه أحد،
ولا يراني فيه أحد … كنت في مخيلتي أنتقل من غيمة إلى أخرى كطائر صغير يرفرف في الأجواء … وكنت انتقل كالفراشة من مكان إلى آخر وأتخيل الناس من أعلى فرحين مستبشرين بالأمطار… والأرض تستقبل زخات المطر باشتياق …. والأطفال يرقصون … والدنيا عم عليها الفرح ، وكانت ليلة شتوية جميلة لا تنسى … ..
ولكن بينما أنا أحلق في أفكاري وأنا أمام الصورة … كنت أسأل نفسي كثيرا لماذا أفضل وحدتي !! لماذا أجد فرحتي بمفردي بعيدا عن أعين الناس وتجمعاتهم ؟ ما الذي بداخلي يجعلني أجد راحتي في وحدتي ؟! هل أصبح فؤادي فارغا ؟! أو أن ظروف الحياة أصبحت لا تطاق ؟! أم أن الناس تغيرت أفكارها ونفسياتها؟! أم أنا من قرر الهروب !!!
كثيرا ما كنت أردد أن النفس تشتاق لمن يؤنسها ؟! لماذا يا نفسي لم تجدي الونيس في زحام هذا العالم ؟! أيعقل أن هذا الكون الفسيح لا يوجد به شخص يؤنس وحدتي ؟!
الناس حولي كثير … حتى إنني لا أجد وقتا لنفسي !!!! وفي نفس الوقت لم أجد من يؤنس النفس ويملأها شغفا ؟!

وفجأة ركزت في الصورة وتعجبت !!!!! اذا أنا وحيدة فعلا في الصورة فمن الذي التقط الصورة ؟؟؟
إنه العقل البشري … عقلنا ينسج حولنا خيوط من العزلة تجعلنا بعيدين عن الآخرين … تجعلنا نعتزل دواخلنا حتى نحيي الأمل بداخلنا ونرمم مواطن الألم و نزيد حماسنا وشغفنا للحياة
ولكن في الحقيقة إن من يحبوننا ويهتمون بنا يكونوا بالقرب منا ونحن لا ننتبه لوجودهم !!! وهذا ما حدث لي عندما عشت في محتوى الصورة بشكلٍ عام ، وغفلت عن تفاصيلها ، …. شيئا فشيئا رجعت أفكاري تتساقط كحبات المطر لواقعي لترسم لي حياتي وترتب لي أيامي وتضيء لي دربي …

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تهنئة بالعيد .. شعر

✍🏻 حسين جرادي ـ أبو ريان العيد قبلة أمي واحتضان أبي العيد أختي أخي هم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.