قبل أن تسرقهم السوشيال ميديا… أعيدوا بناء طريقة تفكيرهم.

بقلم البروفيسور فيصل عبدالقادر بغدادي.
في زمنٍ تتصاعد فيه الضغوط اليومية وتتداخل فيه الأصوات التي تُربك العقول، يجد الآباء أنفسهم أمام تحد حقيقي آلا وهو كيف نمنح أبناءنا قدرة على التفكير الإيجابي وسط هذا الزخم اللامتناهي .. إن عقول الأبناء اليوم تتأثر بسرعة بل وتتشكل بسهولة وتحتاج إلى من يمدها بالثقة قبل أن تتسرب إليها السلبية من كل اتجاه ، ولأن التفكير ليس سلوكاً بسيطاً بل منظومة حياة، يصبح دور الأسرة في إعادة بنائه دوراً جوهرياً لا يمكن الاستغناء عنه، واليوم ونحن نعيش عصر التقنية وسيطرة السوشيال ميديا على عقول أبنائنا وبناتنا والتي أثرت على طريقة تفكيرهم سارعت عدد من الدول في سن قوانين للحفاظ على أمنهم الفكري وطرق تفكيرهم،
وهناك عدد من الدول التي منعت بالكامل حسابات السوشيال ميديا للأطفال، لكن هناك عدد من الدول بدأت تفرض قيوداً قانونية صارمة على السن والعمر المناسب لإنشاء الحسابات. من أبرز هذه الدول:
– أستراليا ، ماليزيا والدنمارك.. فهذه الدول أصدرت قوانين وأنظمة تنمع الأطفال دون سن 16 عامًا من إنشاء حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مثل حسابات فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، سناب شات و تويتر (X) وغيرها. من المنصات التي تعج بها السوشيال ميديا بشكل كامل مع بعض الإستثناءات للحسابات التربوية والتعليمية المفيدة ، وقد سنت الدول قوانين ضد الشركات التي تسمح بانتهاك هذه القوانين فإنها قد تواجه غرامات مالية كبيرة ، وعموماً فإن هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت والضغط الرقمي.
ومن هذا المحراب فإنني آمل بأن يسن لدينا قوانين وأنظمة لحماية اطفالنا.. وعموماً فإن موضوعي وما يشغل تفكيري في الأساس هو تأثير السوشيال ميديا على طرق تفكير أبنائنا فإذا سيطرت عليهم هذه الحسابات إبتداءً من البيت دون توجيه فإن ذلك هي بداية المشاكل والتوجيه المنزلي مهم جداً في لغة التخاطب مع الأبناء ،فاللغة التي يسمعها الابن داخل بيته هي أول نافذة يرى منها العالم كلمة تشجيع واحدة قد تغير إحساسه بذاته تماماً كما أن كلمة محبطة قد تُطفئ الكثير من الضوء داخله ومن المهم أن نعلم الإبناء أن الإستمرار لساعات أمام الشاشات لمتابعة هذه الحسابات فإنها سوف تشل تفكيرهم وتؤثر عليهم في إعادة تفسير المواقف والأحداث .. لذلك فإن البيت أولاً هو بداية الإنطلاقة للتوجيه وأكبر مساحة للتعلم نستطيع إعادة توجيه الأبناء نحو التفكير الإيجابي بتوفير بعض البرامج الهادفة والتي تعين على إثراء ثقافاتهم وتفكيرهم فيجب علينا السعي بوعي وبأمل، ولا يمكن تجاهل أثر السوشيال ميديا التي أصبحت حاضرة في كل لحظة من يومهم. التوجيه الواعي وتقليل المقارنات وتنظيم الوقت كلها خطوات بسيطة لكنها تحمي عقولهم من الاحتكاك المستمر بصور غير واقعية تخلق الإحباط دون سبب.



