بادلني عناقا

ثريا ناصر الرمحية

ويسألنِي مُتسائلاً مُتعجباً من هَول عُمق خِطابي ، لمَّ تَصبين عواطفكِ وتصفين سيادة الحُب وكأنه حبيبكِ الوجوديّ !
أنا يا سموَّ قَلبي أكتُب لأُعيد صيتَ اللغَة بلون الوجدِ ، أكتُب لأجعلك نصفيَّ المُصنف من عائِلة ذاتِي ، أَنا يا محبوبيَّ الكُلي أُدوِن الدَّهشة المُستلهمة من ملاحةِ ملمحُك الخياليّ ، أَخُطكَ بحبر الوله يا حبِيبي ، لِـتفقه القَصائد أن لا بيتَ لا شَطر لا شَيء إطلاقاً يقوىٰ على تصنيفُك لا حضرةَ الشِعر ولا حديثَ النثر ، وحدها ترنيمةُ ضَحكتك من تُحرر بوحَ مشاعرِي من أَغلال الكُتمان
لا سِواك من يجعلُ حروفِي تعتلِي سلالمَ العِظمة ، آه يا مجنُوني وأنا معَك أنسى كيفَ ينسجُ الكلام ، أنسى أنّى يولدُ الحُلم في المَنام !
أتناسى كيفُ يتقدمُ الحديثُ قبل اللُّسان ، أُهزمُ أَمام تعَشُقِك
أخسرُ بجوارِك غَزارة مُفرداتي
تَعال واسكُب أَحضانُك على مظلةَ قلبِي ، وداوِي اشتِياقي
بنبيذِ قُبلاتك ، أنا أرفعُ رايةَ التَوق فالاستسلام أعلنَ خسارتُه
منذُ وهلةِ جَمعتني بِلقائك .

طيبة ناصر الرمحية:

أُجيبُكِ بِلُغةِ الحُبِ حبيبتي لا أَتحيرُ مِنْ حُروفكِ الساحرة المُتلهوقة فإنْها تعكُسُ نقاهة محسنكِ ،أنتِ جميلتي مُنذُ أن جئت بالصُدفةِ معي ،سلبتي قلبي جعلتِهِ ينبضكِ ،رُؤيتُكِ فقط من تُنْبِتُ في أيسرِ صدري حديقةَ زُهور ،تفاصِيلُكِ البسِيطة كافية جِدًا أَنْ أَصنعَ مِنْها حُضور ،كُلما اِشتُقْتُ لكِ ورغِبةُ في رُؤيتُكِ أَسدلتُ جُفوني ؛لـأراكِ في منامِي كـ ألبومِ صور
محبُوبتي أصُبُ لكِ اعترافي على هيئةِ شِعِر ،وأسكُبُ لكِ عِناقِي كـ شرابِ خمر ،وَأُداوي الحنين لكِ بقطرةِ عِطر ،أُحبكِ أنا كـ لهفةِ انتظاري للمطر ،كـ وردةٍ نبتت على أغصانِ شجر ،كـ طِمأنينةٍ وقت السحر ،تعالي لـِ نخُطَ اعترافنا تحت ضوءِ القمر ،لا أعلم كيف أَصِفُ مَجِئيكِ ولكِنهُ كان على مقاسِ قلبي مُلائِمًا لـِ بروازِ صدري
يا زاخرةَ الحُسْن كيف جعلتِني في ضياع؟
كيف انتزعتِني إليكِ وجعلتي بذرةَ لُبي لا تنمُو إِلا في أرضُكِ ،وفاهِي لا ينطُقُ سِوى حُرُوف اسمُكِ ،ودُعائِي لا يُرفع إِلا دون غيرُكِ؟
كيف استعمرت وسكنتِي فُؤادي ،كيف وبِالله أثملتِني بـِـ نظرة؟!
دَعِيني أتوسدُ أحضانكِ دون أيةِ فكرةٍ مُسبقة فَهُناك ملاذِي والسلام
اترُكُ العالم بأكملِه وأَفِرُ إليكِ ،أهرُبُ مِن تعاسةِ الكون ؛لِــ أرتمِي فيكِ ،ألُوذُ بكِ ؛لِــ أَنْكِ لي وحدي في وجعِي وحُزني وبُكائِي ،أُحِبُ المجيء نحوكِ ،عند زُحام الوجوه أختارُكِ أنتِ ،حزِمتُ حقائبي كُلها وأخترتُ وجودكِ ،أن تكوني أنتِ مدينتي ،كُنتي كـ ضمادًا للألم ،سِتارًا للوجع ،مهربًا لِكُلِ شيء ،خاتِمةُ حديثي جِئتُ لأطلب النجاة مِن كُل شيء فَــ وهبتِني الماء والهواء وجُلَّ الأرض ووجهِ السماء.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

صرخة الروح الصامتة

أ / فاطمة الحربي ـ المدينة المنورة لو سكن الكون لحظةً، وأُعطيتَ فرصةً للكلام ماذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.