“كتاب جدة” يناقش خصائص الأدب الخليجي وحضوره عالميًا

روافد العربية- جدة : سعود حافظ

شهدت الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض جدة للكتاب 2023، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتحتضنه “جدة سوبر دوم”، إقامة ندوة حوارية مساء اليوم (الجمعة)، بعنوان “الخليج يكتب أدبًا”، شارك فيها الناقد الدكتور معجب العدواني، والأستاذة فاطمة الصحاف، فيما قدمتها الأستاذة شمس الصبي، التي استهلتها بتقديم الشكر لهيئة الأدب والنشر والترجمة على كل ما توليه من اهتمام بالجانب الثقافي، مستدلة على ذلك بتنظيمها لمعارض الكتب التي تحقق نجاحات كبيرة، كما قدمت الشكر لزملائها المشاركين بالندوة، مستعرضةً سيرهم الذاتية، ومفسحة المجال من ثم للدكتور العدواني الذي ابتدر حديثه بتحديد ثمانية مؤثرات جعلت من أدب الخليج العربي أدبًا مختلفًا؛ متمثلة في: طبيعة المنطقة، وثقافتها المتنوعة، واهتمام الحكومات، إلى جانب انتشار المؤسسات المدنية (المجتمع المدني)، والجوائز الأدبية، ووجود عدد كبير وهائل من الصوالين الثقافية؛ المقاهي الثقافية حاليًا، وأخيرًا الاتصال بأدب الدول العربية والغربية والشرقية.

وانتقل العدواني بعد ذلك إلى بيان أوجه الاختلافات الثقافية والفنية بين الأجيال، قائلاً: التطور سنة كونية يتجاوز الثوابت الكونية، وما عداها يكون عرضة للتغيير أو التعديل، ويتوافق هذا مع الإبداع المستند أصلًا على التطوير، ولكل جيل حاجاته التي يحرص على أن يعالجها ومتطلباته التي يتطلع إلى الحصول عليها، ما يتحقق بذلك سمات عامة لكل جيل، تتحكم فيها سياقاته الاقتصادية والاجتماعية، ولذا كانت الفنون في الأجيال المتأخرة هجينًا من ثقافات بين الشرق والغرب وكذلك الأدب وقراءاته.

وعرّج العدواني على أسباب التنوع في الأجناس والأنواع الأدبية بالساحة وتأثيرها على المتلقي والناشر بقوله: الحركة بين الأجناس تشير إلى الحرص على التفاعل مع الجنس الأدبي الأكثر تفاعلًا مع حياة الناس في مرحلة ما، والشعور بأن الجنس الأدبي لم يعد كافيًا لمتطلبات المرحلة؛ ضاربًا لذلك أمثلة المدن الحديثة (الشعر، الرواية، القصة القصيرة).

وتابع العدواني: هذا التنوع قاد إلى خلق مساحات قرائية وتفاعل معها القراء ومن ثم الناشر، وأضحت لدى المتلقي القدرة على التمييز، وفحص المنتج الأدبي، وذلك لكونه مطلعًا على معارف خارج حدود النشر العربي، ومن ثم صارت لديه المقارنة التي كانت ثابتة، لإقناع الناشر أنه داخل إلى موطن المنافسة؛ فلم تعد -في تصوري – جوانب لنشر ما يريد أو ما يريد غيره؛ بل هو حريص على الوصول إلى القارئ وما يريد.

وحول تأثير الأدب الخليجي على الساحة العالمية بشكل عام، يقول العدواني: نعم للأدب الخليجي تأثير على الساحة العالمية؛ حيث إن الساحة العالمية هي ذلك المجال الجميل الذي تتنوع فيه علاقات الأمم القائمة على المساواة والنظرة البعيدة عن المفهوم الاستعماري السائد في بعض الثقافات. مشيدًا بمشروع الترجمة الذي تهتم به هيئة الأدب والنشر (مشروع كلمة)، ودوره في ترجمة الأعمال العربية إلى ثقافات عدة وألسنة مختلفة.

وختم العدواني حديثه بالتأكيد على أن الأدب عادة ما تكون موضوعاته متكررة، مثل السبيكة الذهبية؛ لكن تشكيلها هو ما يميزها.

مصطلح فخم

عقب ذلك التقطت خيط الحديث الأستاذة فاطمة الصحاف، مشيرة في البدء إلى أن استعمال مصطلح “الناتج الخليجي” يُعطينا صورةً للإبداع الأدبي، من موقعٍ جغرافي إلى إبداعٍ فردي، مضيفة: لنقل لقد أخذ منا وقتاً طويلاً للوصول إلى هذا المصطلح الفخم، والآن ازداد الناتج الأدبي الخليجي لثقة الخليجي بنفسه وبالقارئ، والآن نرى شعبية كبيرة على دور النشر التي تُصدر لكُتابها المحليين والخليجيين مما غير الثقافة في اختيار نوعية الكتب وازدياد الثقة بالكاتب الخليجي المبدع، مؤكدة أن الكاتب والقارئ الخليجي باتا أكثر عمقًا في طريقة سير القصة ونوعها وماهيتها.

وترى الصحاف أن الكاتب والقارئ كلاهما يمر بصعوبات متفاوتة، شارحة رؤيتها بقولها: مثلاً مع التنوع في كل سنة واختلاف الأذواق، يصعب على الكاتب إيجاد الفكرة المناسبة لنشرها بطريقة إبداعية وتنافسية، فلنفترض أن هدف الكاتب من النشر مجرد هواية وفكرة يحاول إيصالها، ولكن الناشر يرى أنها سلعة، إن لم يكن عليها إقبال فلن تتم طباعته أو تبنيه، وهُنا يقع نشر هذا الكتاب على عاتق الكاتب من تصميم وإخراج وطباعة وغيره، والناشر يمكنه فقط توزيع الكتاب على المكتبات.

 

عن سعود حافظ

شاهد أيضاً

الصلاة على محمد

د.يحيى بن علي البكري صلى الطيورُ على المختارِ والبشرُ وحنَّتِ الغصنُ والاحجارُ والشجرُ جاءَ الحبيبُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.