آه يافؤادي

بقلم / الكاتبة وداد بخيت الجهني

آه يا فؤادي

عندما دنوت مني، وهمست لي قائلاً: آذوا فؤادك؟ لا طابت مشاعرهم، لا طاب قلب على أحبابه قاسي. (لقائلها).

وعندما أخبرتني أن القمر رغم وحدته إلا أنه أجمل مافي السماء؛ أطلت النظر إليك، ونُهرتكَ، ورمقتك بنظرة مروعة، وأدرتُ لك ظهري، ، وأخبرتك أن الأحباب لايقسون؛ وإن أجبرتهم الحياة على ذلك فلين قلوبهم هو الأساس ، كما أنهم لايَعطونَ فرص للاعتذار فالعفو يُسابق أخطائهم،لأنهم منزهين، ومقدسين ، ويجب علينا أن نكون أوفياء لهم أكثر مما يجب، وإذا أردنا أن نعرف جمالهم علينا أن نطيل النظر إلى القمر، خوفتك كثيراً من ابتعادهم طحنتك بالتأنيب؛ لم أكن أعلم يا فؤادي أني بذلك أُجردك من أوراق ربيعك، وأُلبسك جلباب الحزن، والخيبة، والآلم، وأني عبثاً كنت أسدُ الثغرات وهم يثقبونها.

آه يا فؤادي!

عندما أُمرتك أن تقف أمام البحر تُهيج أمواجه، وتزيد على مائه من دموعك، وتتصاعد أنفاسك بالبكاء دون أن ترمشُ عينيك؛ مُخفي حزنك عن أعين المحيطين بك، سمحت لك أن تعبر عن همومك ولوعتك ولكن بثوب الكبرياء، وبطعم العزة؛ كنت أُشاهدك وأنت تنزف ألماً ووجعاً، وأسمعُ في تقاطيع صوتك، تأوهاتك، وتوسلاتك،وارتجافك، وعندما همست لي بألم بأن الفضفضة مطلب،و استراحة من معركة الصمت. ركلُتكَ. كنتُ جباراً، وقاسياً، وعنيداً. أرغمتك على الصمود وعدم البوح، وأخبرتك أن الآلم لايُحكى بل يُعاش، والجرح يظل أسيراً بين الكبرياء، والصمت، وأُجبرتك على التعايش بذاكرة الأمس.،وجعلتُ منك خيلاً أصيلاً لايُحيد عن مسار سباقه أبداً.

كنت أظن أني أُحسن صُنعاً، وأني أقتلُ ضعفك وأبدلهُ قوةً ، وأني أجعلكَ زهراً لا يعرف الذبول؛ لم أكن أعلمُ أني بذلك أُرقص على أوجاعك، وأشتمُ آلامك، أسفه لأني أوجعتك بشدة، وقسوة عليك، وحملتك ما لاطاقة لك به، صدقني لم أعرفُ أن لك عليا حقاً؟

آه يافؤدي!

عندما أخبرتني أن الدنيا أخذ وعطاء، وأن طلب رد الجميل ممن نحب ليس أنانية فتبادل العطاء وجهة عادلة، وأن عطائنا يجب أن لا يكون على حساب رفاهيتنا العاطفية، وهدوءنا الذهني. ألجمتك، لم أُعطيك وقت للتبرير؛ فتسللت الدموع إلى عروقك فأنحنيتُ باكياً؛أُخبرتك أن عطائنا ليس لشراء قرب أو مصلحة مؤقته وإنما لإسعاد من نُحب فنحن نمنح أهلنا وأحبابنا ما يستحقون، ويجب علينا أن نكون كالسحاب أمطاره تغمر كل مكان؛ لم أكن أعلم أني علقتُ نفسي بحبل الوهم وسرحتُ بعيداً عن الواقع.

لم يدر بخلدي بأن عطائي كان مهدراً؛ وأن الاستفاضة في العطاء معركة خاسرة هُزمت بها لأنه أصبح واجباً وإلزاماً، رسمتُ البسمة على شفاههم بدمعك، وأرويتُ قلوبهم حباً وسعادةً مقابل انكسارك.

حقاً : يا فؤادي اعتذر لك، وعهداً علي أن ُأعوضك، كما أُود أن أُخرجكً من مكانك، وأقبلكَ، وأُعيدكَ مرةً أخرى ماذا تفعل لقد بُليت بي؟

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تجاربي في الحياة (28) :صلاح البال( تلك الراحة المطلوبة )

للكاتب الدكتور عثمان بن عبد العزيز آل عثمان رئيس مجلس إدارة الجمعيةالخيرية لصعوبات التعلم ‏‏ …

تعليق واحد

  1. كاتبة مبدعة تجيد انتقاء حروفها وكلماتها لتلامس شغاف قلوبنا كل سطر فيه شعرنا بألم الفؤاد.سرحنا وغبنا لنعود مدركين أن المعادلة في العطاء والأخذ.
    سلمت أناملك أ. وداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.