الحازمي: مكامن القوة الاستراتيجية في “صناعة السياحة”؟

عبد العزيز عطية العنزي

في مقال للمستشار علي محمد الحازمي في “صحيفة مال” أشار الى أن السياحة في عصرنا الحديث تعتبر من أهم الصناعات التي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي والعالمي، كما أنها توفر فرص عمل وتنمية للمجتمعات المحلية، والبرامج السياحية تعتبر من المحركات الأساسية “للصناعة السياحية” وهي “خطط” مُعدة مسبقاً تشمل الأنشطة والجولات السياحية التي يمكن للزائر والسائح القيام بها في وجهة سياحية مخطط لها بشكل استباقي وهذا يسهل لمزودي الخدمة ومستقبليها من الزوار والسياح. أما بالنسبة للإرشاد السياحي فهي خدمة يقدمها مرشدين محترفين لإثراء تجربة السياح بالمعلومات والقصص عن الأماكن التي يزورونها ويقصدونها، ومما لا شك فيه تلعب “البرامج السياحية والإرشاد السياحي” دوراً مهماً في تعزيز تجربة الزوار والسياح، حيث تساعد في تنظيم الرحلات وتوفير المعلومات الغنية عن الوجهات المستهدفة، مما يجعل الزيارة أكثر إمتاعاً وتعليماً، والعودة الى ديارهم سالمين غانمين بتجارب ممتعة، وانطباع إيجابي.

كما ذكر الحازمي إلى أن الهدف من البرامج السياحية تتنوع بين توفير تجربة ممتعة ومريحة للزائر، وتعريفه بالثقافة والتاريخ المحلي والتي هي من مكامن القوة في بلادنا الحبيبة المباركة، وكذلك دعم الاقتصاد المحلي من خلال السياحة عبر صناعة سياحية تعكس ثقافتنا وترحب “بالثقافات المتعددة”. ودور البرامج السياحية والإرشاد السياحي بمفهومه الحديث يشمل تقديم تجارب شخصية وفريدة للسياح تكمن في توفير تجارب متنوعة تلبي احتياجات مختلف العملاء، ووجود نظام فعّال للرقابة لضمان الجودة والنزاهة واستخدام التكنولوجيا لتحسين الخدمات، والترويج للسياحة المستدامة والمسؤولة، والاهتمام بالمتاحف والمكتبات والمناطق الاثرية لان طبيعة بعض السياح خصوصا الأوربيين.

ونوه الحازمي في مقاله أن اللاعبين الرئيسيين في نجاح البرامج السياحية والإرشاد السياحي يشملون مقدمي الخدمات السياحية، والدليل السياحي، وكذلك الزوار أنفسهم. كما أن خطوط الطيران تلعب دورًا حيويًا في صناعة البرامج السياحية والإرشاد السياحي من خلال توفير الوصول إلى الوجهات السياحية وتقديم باقات سفر متكاملة تشمل الرحلات والإقامة والجولات السياحية، وتصنع برامج سياحية مع تسويقها دوليا بالتنسيق مع المهتمين في صناعة السياحة محليا ودوليا بما يخدم السياحة المحلية والسعودية لديها توسع كبير في المطارات ودشنت خطوط طيران جديدة باستيعاب عدد كبير من سياح الداخل والخارج، كما أن السكك الحديدية لدينا في السعودية تساعد في تسهيل الوصول إلى المناطق السياحية وتقديم رحلات ممتعة ومريحة، مع تعزيز السياحة الداخلية، ونحن انفقنا ولا زلنا ننفق مليارات الريالات من أجل تأسيس بنية تحية قوية تعمل بشكل متكامل واليوم حان استغلالها بصورة مثلى، كما أن المنظمات غير الربحية مثل جمعيات الارشاد السياحي وغيره تسهم في تطوير البرامج السياحية وتطوير المرشدين السياحيين والتسهيل لهم من خلال ارشادهم في عمليات التطوير والمساهمة في ترويج السياحة المستدامة وتعزيز التوعية الثقافية والبيئية، والبرامج السياحية والإرشاد السياحي تلعبان دورًا محوريًا في المحافظة على الثقافة والهوية الوطنية من خلال الترويج للتراث الثقافي والتقاليد المحلية، وتعزيز التوعية والاحترام للقيم الثقافية بين الزوار.

وذكر الحازمي أن هناك معوقات للبرامج والإرشاد السياحي على المستوى العالمي يمكن أن تشمل نقص التمويل، قلة التدريب المتخصص، البنية التحتية غير الكافية، كذلك عدم الاستجابة للمرشدين السياحين من أجل تقديم الخدمة للزوار بسبب الطلب المتزايد على الخدمات والنمو المتسارع الملحوظ، وهذا يشكل عائق لدى المرشدين السياحين.

كما ذكر الحازمي: هناك الكثير من مكامن القوة التي يجب أن تستغل بصورة مثلى، وهي تنوع العروض الثقافية والطبيعية، واستغلال الخبرة العالية للمرشدين السياحين وعلينا تعزيز الخبرة لديهم مع الاستفادة من التكنولوجيا في تقديم المعلومات للزوار والسياح وهذا يكتسب من التجارب والاستمرار في عملية التعلم المستمر، وخلال عام 2023 اعلن معالي وزير السياحة احمد الخطيب اكاديمية دولية تخدم السياحة، وهناك نقاط ضعف يجب أن نتجاوزها وهي قلة الترويج السياحي في بعض المناطق، ومحدودية البرامج اللغوية للسياح الأجانب. واليوم نشاهد زيادة الاهتمام العالمي بالسياحة الثقافية والبيئة وهي وسيلة لنشر الثقافة والمحافظة عليها، ونحن في عصر “الثقافات المتعددة” وهناك منافسة شديدة من وجهات سياحية أخرى في “العالم المعلوم” مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات السلبية للسياحة على البيئة والثقافة إذا لم تُدار بشكل مستدام، وما يميز السعودية التنوع في أنواع السياحة والتي تقارب اثنى عشر نوعا من السياحة، من السياحة الدينية إلى السياحة الثقافية والتعليمية والبيئة، ونأمل أن تكون البرامج والإرشاد السياحي بشكل “مؤسسي منظم” عبر استقطاب الشباب السعودي للعمل في الارشاد السياحي وتشجيعهم على ذلك ودعمهم في ظل الطلب المتزايد على السياحية الداخلية. كما نتمنى من شركات الحج والعمرة أن تهتم بالبرامج والإرشاد السياحي، ونتمنى أن تعمل وتصنع برامج سياحية وإرشاد سياحي احترافي بشكل منظم من أجل الرفع من الناتج المحلي الإجمالي وضمان عملية الاستدامة التي تأتي في المقام الأول من التطوير المستمر والابتكار واستغلال التكنلوجيا للرفع من جودة الخدمات، ومكة وجهة سياحية دينية شهدت تطورات كبيرة وملموسة في البنية التحتية ولا زالت التطورات مستمرة بإشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة حفظه الله، كذلك المدينة المنورة طيبة الطيبة بأميرها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان متوقع تشاهد مشاريع ضخمة على مستوى منطقة المدينة المنورة ولا زلنا مستمرين بتحقيق الإنجازات والتقدم من أجل توفير جميع سبل الراحة للحجيج والمعتمرين القادمين من الداخل والخارج.

وختم الحازمي مقاله: نعتقد بأن هناك ما ينقصنا ونحن في بداية الطريق… ولكن في الحقيقة والواقع لا ينقصنا شيئا عندما نركز على مكامن القوة الاستراتيجية… فكل شيئا مرسوما ومخطط له تخطيطاً متقناً ومسبقا في ظل رؤية 2030. والعملية تكمن في الصبر و”مسألة وقت” فوزارة السياحة مشكورة تعمل بشكل دؤوب تسابق الزمن وبشكل متكامل مع جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وعند الرجوع لأداء عام 2030 نجد بأننا حققنا إنجازات ونمو يفوق المعدلات العالمية من حيث التسارع ومن حيث النتائج ولا زال امامنا طريقا طويلا، ونقلا “عن قناة العربية” حيث تشير التقارير الرسمية الصادرة الى أن السعودية تمر بتقدم كبير ومتسارع باستقطاب السياح، حيث أظهرت المؤشرات دخول 27 مليون سائح أجنبي إلى المملكة العربية السعودية خلال عام 2023 بحسب تصريح معالي وزير السياحة أحمد الخطيب، وهذا التقدم جاء نظير المجهودات الجبارة والاهتمام الكبير بالقطاع السياحي والترفيهي، كما اننا نستهدف 150 مليون سائح في عام 2030 ورفع مستوى مساهمة القطاع السياحي في إجمالي الناتج المحلي ليصل الى 750 مليار ريال، فيما سوف يستمر القطاع في دعم البنية التحتية التي تضم 280 الف غرفة فندقية وسوف نصل الى 550 الف غرفة فندقية في عام 2030 وهذه المؤشرات تشير بأن سوف يكون هناك نمو متسارع خلال السنوات القادمة واستمرار في تطوير البنية التحتية حتى نهاية المرحلة الأولى من الرؤية وهي رؤية 2030

وختاما نجد بأن مكامن القوة الاستراتيجية في “صناعة السياحة” تكمن في “البرامج والإرشاد السياحي” وبلادنا لديها المقومات التي تجعلنا وجهة سياحية عالمية مفضلة في ظل رؤية 2030 في ظل التنوع البيئي والطبيعة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، وبنهاية 2030 سوف نصل الى مستهدفاتنا المخطط لها وبالعمل التكاملي المشترك الحكومي والمؤسسي والفردي بمشيئة الله. دمتم

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

الحدث الأبرز للساعات والمجوهرات يعود في المملكة.. الأسبوع السعودي الدولي للفخامة يفتتح أبوابها للجمهور بجدة

عبد الله الينبعاوي ـ جدة: افتتح الأسبوع السعودي الدولي للفخامة أبوابه أمام الزوّار في جدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.