(رواد وأعلام ): علي محمد الهادي رفاعي..أول مواطن طالب بتوفير الخدمات الحيوية لأهالي أبو عريش

نوال العمودي ـ جازان
يصحبنا الأديب والكاتب الكبير محمد الرياني في سلسلة عن أبرز رواد وأعلام منطقة جازان وسيرتهم الذاتية التي استقاها من مصادرها الأصلية حتى تظل حية في ذاكرة الأجيال.
1 – السيد/ علي محمد الهادي رفاعي – رحمه الله تعالى-
هذا الرجل تنسب له الريادة كأول مواطن ، طالب بتوفير الخدمات الحيوية ، لأهالي مدينة أبوعريش وقراها ، ذلك قبل نصف قرن أوأكثر .
منزله كان عامرا بزيارة الشخصيات العامة والخاصه .
معلم تربوي ، وناشط إجتماعي ، واحد أعيان محافظة أبوعريش ، جنوب السعوديه .
أسس إبتدائية قرية السادلية التابعة لمحافظة أبوعريش. عام ١٣٩٢هج.
كانت المدرسة الوحيدة التي تعد مصدر إشعاع علم ، وتربية لأبناء القرى والهجر النائيه .
كان يذهب لقرية السادلية . والقرى المجاورة ، على دباب أبو عجلين ، للدوام بأبنائهم عليه . في الصباح الباكر ، واحدا تلو الآخر ، ثم يعيدهم لأهالهيم في منازلهم بعد إنتهاء الدوام بعد الظهر ، في الحر والشمس الحارقه ، وفي طرق وعرة وغير معبده؛ ذلك حرصه على تعليمهم وصنع مستقبلهم ، ليكونوا مواطنين صالحين ،لخدمة دينهم ووطنهم.
الرفاعي هو أول من أنار مدينة أبوعريش ، بجلب مأطور كبير لهم ، لإضاءة المنازل قبل افتتاح مشروع الكهرباء ، وجلب المياه لهم .

– أسس أيضا مدرسة المتوسطة في السادلية والقرى المجاورة لها ، لحاجتهم لها بعد الإبتدائية التي أسسها .
وعين عليها مديرا وظل بها مستمرا حتى تقاعد من عمله .
منزله كان مزارا لكبار الزوار من المسئولين القادمين من العاصمة الرياض والمناطق الأخرى ، وخاصة مندوب الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، في ذلك الوقت ، والحكم الدولي غازي كيال ، وكذلك الحكم الدولي إبراهيم الحلبي ،والمعلق الرياضي ، محمد رمضان .
ذلك بعد تأسيس نادي اليرموك . على يد الوجيه ، محمود الأقصم .
علي محمد الرفاعي ، تخرج من معهد المعلمين بمدينة جازان. عام ١٣٨٣ هج- ١٣٨٤ هج ، ثم التحق بمعهد الدراسات التكميلية في الطائف عام ١٤٠٣هج.
تم اختياره من قبل إدارة التعليم بمنطقة جازان ، وتعيينه كمندوب ثقافي للإدارة العامة في مركز الخدمة الاجتماعية بمحلية ، لمدة ١٢عاما .
– عمل ضمن فريق عمل متكامل للتنمية الاجتماعية ،في المنطقة مما أكسبه علاقات واسعة ووطيده ، مع أطباء – أخصائيين اجتماعيين ومعلمين . -ورياضيين .
حيث أن مركز الخدمة الإجتماعية كانت مهمتها ، تقديم خدمات تربوية ، وإجتماعية وصحية – ورياضية
– بذل جهودا في هذا المركز ومهمات ذات جودة عالية بإخلاصه وتفانيه ، في العمل .
ثم صدر قرارا من إدارة تعليم جازان ، بإفتتاح إبتدائية قرية السادلية التابعة لمحافظة أبوعريش وتعيينه معلما ومديرا بها.
-تخرج على يديه ، العديد من الشخصيات البارزة والمهمة التي تتقلد اليوم مناصب رفيعه في كل المجالات ، منهم الطبيب ، والمهندس . والدكتور الأكاديمي والضابط والمعلم ، وغيرهم الكثير .
ومن حبه لمحافظته أبوعريش عرف بوطنيته وشغفه لخدمة الناس ، إذ كان يتقدم لكل المسؤولين يطالبهم ، عن حاجة أبو عريش للكهرباء والمياه وغيرها و يرسل لهم البرقيات ، ويصر على مقابلتهم في كل زيارة لهم لمنطقة جازان ، ويتحدث معهم في كل لقاء .
وكذلك يغادر أبوعريش للعاصمة الرياض ويقيم فيها أياما مطالبا بالكهرباء ، ولا يعود حتى تلبى مطالبه .
ومن المواقف التي تشهد بوطنيته وحرصه لخدمة المجتمع ، ذات مرة راجع وزارة الكهرباء. بالرياض ، حتى أقنع المهندس محمود طيبة، رحمه الله بصرف ماطور كهرباء ، وهو أول ماطور كهربايء يضيء منازل أبو عريش ذلك عام ١٣٩٦هج
وكان موقع هذه المحطة بجوار محطة يحيى الصعدي للبنزين ، واستمرت إلى أن تأسس مشروع الكهرباء ذلك عام ١٤٠٢ هج
ثم طالب بشبكة مياه لأبوعريش حتى تم ذلك في إنشاء بئر . وتوصيل أنابيب المياه ، وكان مقرها آنذاك بجوار مطعم حاشي باشا. حاليا.
واستمرت إلى أن تم الاعتماد . بإنشاء آبار خاصة الأولى ، في شمال أبوعريش بجوار مزرعة السديري ، والثانية مقرها بجوار جامع القرعاوي حاليا ، بعد أن كان المواطنين يجلبون المياه من خلال عربات الحمير او حملها على أكتافهم ، إلى أن تم توصيل المياه للمنازل عن طريق الشبكة الجنوبية بواسطة شركة المياه .
ولهذا الرجل علي محمد الهادي الرفاعي ، أعمال خيرية وإنساية ، أيادي بيضاء على كثير من الأسر ، داخل المملكة وخارجها.
عرف بعضها في حياته وبعضها لم تعرف إلا بعد مماته رحمه الله.
كان نموذجا للوطنية والإخلاص للوطن وولاة الأمر ، ونموذج للمؤمن القوي والرجل الصالح .
نموجا يقتدى به في صلة الرحم ، ومحبة الآخرين ومحبتهم له ، نموذجا وقدوة في تربية أولاده وحسن التعامل معهم .
وهو أيضا يضرب به المثل في محبته لزوجته ووفاءه لها ولأهلها وإخلاصه لهم .
ولد السيد علي محمد الهادي الرفاعي عام ١٣٥٩هج ، وتوفي ،بعد حياة ، حافلة بالعطاء والسخاء ،والوطنية ، ذلك في صباح يوم السبت ١٤٤٣/١٠/١٣هج ، بعد مرض ألمَّ به رحمه الله رحمة واسعة .
كاتب السيرة / محمد بن يحي محمد الرياني
المصدر : أولاده وأقاربه : الأستاذ/ أبومعاذ الرفاعي .



