وعد الجهني- المدينة المنورة
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة المدينة المنورة، نظّمت إمارة المنطقة الملتقى السنوي الخامس للمبادرات والتجارب التنموية لإمارات المناطق، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 16 و17 يوليو 2025، في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات.
شكّل الملتقى منصة وطنية جامعة، جمعت نخبة من الخبراء والمسؤولين من مختلف إمارات المملكة، بهدف تسليط الضوء على المبادرات التنموية المتميزة، وتعزيز التكامل المؤسسي وتطوير الأداء الحكومي بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وعلى مدار يومين، شهدت الفعالية نقاشات ثرية، استعرضت خلالها الجهات المشاركة أبرز تجاربها التنموية، وطرحت رؤى مبتكرة تدعم التنمية المحلية المستدامة.
تضمن الملتقى ثماني جلسات حوارية رئيسة ناقشت محاور استراتيجية شملت التنمية الحضرية وجودة الحياة والابتكار والمحتوى المحلي، إضافة إلى أدوار القطاعين الخاص وغير الربحي في دعم التنمية، وافتتحت الجلسات بجلسة “التنمية المحلية واستدامة المدن”، التي ناقشت دور المجالس المحلية في تعزيز استدامة المدن وتحقيق التوازن التنموي ، وسط حضور نوعي من الخبراء والمختصين.
كما رافق الملتقى معرض تنموي ضخم، استعرضت فيه إمارات المناطق والجهات المشاركة أكثر من 85 مبادرة تنموية، وبلغ عدد الزوار أكثر من 3000 زائر، ما أتاح فرصة للتفاعل المباشر مع المشاريع المعروضة، والاطلاع على حلول مبتكرة تُعنى بتحسين جودة الحياة، وتستند إلى فهم واقعي لاحتياجات المجتمعات المحلية.
وقد حظيت إمارات: الرياض، والقصيم، وتبوك، إلى جانب الهيئة الملكية للجبيل وينبع وغيرها من الامارات بحضور فعّال من خلال مبادرات نوعية مثل “منصة المدينة للمحتوى المحلي”، وأطلس تمور المدينة، واستثمارات المدينة، وغيرها من المشاريع التي تسهم في تمكين القطاعات المحلية، ودعم بيئة الأعمال والاستثمار.
واستعرضت الجلسات أبرز التجارب في مجالات السياحة، والتخطيط العمراني، والصحة، والتعليم، والبيئة، كما ناقشت مبادرات ريادية مثل هاكاثون الابتكار، وطيبة تبتكر، واستراتيجية وطن لتنمية المحتوى المحلي، مما يعكس التوجه نحو تنمية شاملة تُبنى على الشراكة والابتكار.
زار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان المعرض المصاحب، واطّلع خلال جولته على مختلف الأجنحة، ووقف على أبرز المبادرات الاجتماعية والاقتصادية التي تقدمها الجهات المشاركة في إطار التنمية المستدامة.
وشارك عدد من الشخصيات الوطنية البارزة في جلسات الملتقى، وأسهموا في إثراء النقاشات وتبادل الخبرات، ما منح الفعالية بعدًا نوعيًا يُعزز من مكانة الملتقى كمنصة رائدة في دفع عجلة التنمية المحلية.
امتاز الملتقى بالتنظيم والدقة والاحترافية، سواء على مستوى الجلسات أو المعرض المصاحب والخدمات اللوجستية، ما ساهم في خلق تجربة تفاعلية متكاملة، مكنت المشاركين من الاستفادة القصوى من الفعالية، وتبادل التجارب على مستوى وطني موحد.
حيث كان الملتقى تجربة مهنية ملهمة، تجاوزت إطارها الرسمي لتتحول إلى فضاء تشاركي نابض بالحوار والعمل، يجمع بين الخبرة والمبادرة، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين إمارات المناطق نحو مستقبل أكثر شمولًا واستدامة.