الشهادات المزوَّرة!!

بقلم: عبدالعزيز الشرقي
سبحان من خلق كلَّ شيءٍ بقدر، وخلق لنا عقولاً نميّز بها، وجعل لكل مخلوقٍ آياتٍ وعلاماتٍ يُعرَف بها؛
فجعلنا نعرف الرجل من حديثه، والنخل من ثماره، حتى الحيوانات نعرف ما يُؤكَل منها وما هو محرَّم،
ونعرف الأليف منها والمتوحِّش، ونعرف ما يُستحب وما يُكره وما يُحرَّم في الأمور كلِّها.
إلى هنا انتهت مقدمة كتبتها وأنا في حالة غضب.
اللصوص الجدد… حرامي الشهادات!
ورغم كلِّ هذا العِرف، إلا أن هناك حرامية قليلي دينٍ وضميرٍ، يسرقون الشهادات العلمية — وعلى وجه الخصوص شهادات الدكتوراه — ويتشدّقون بها في سيرتهم الذاتية، وفي حديثهم، ويزيِّنون بها أسماءهم بمناسبةٍ وبغير مناسبة!
حرامي المال ذنبه على جنبه، وضرره على نفسه، وضحيته من سرقه.
ولكن المشكلة الكبرى في من يقتات ويعمل ويتباهى بشهادةٍ مسروقة، فالمتضرِّر منها المجتمع بأكمله.
عندما يكون الحرامي في الصف الأمامي، وهو أقلُّ من أن يكون في آخر الصف؛ فهنا تكمن المشكلة!
نداء إلى هيئة مكافحة الفساد
أرجو وأطالب هيئة مكافحة الفساد بالتعاون مع الجهات العلمية المتخصِّصة، بالعمل الجاد لكشف مجرمي الشهادات العلمية الوهمية، ومعاقبتهم بضعف عقوبة سارقي المال العام.
ألا يخجل صاحب الشهادة المزيَّفة من تصدُّر الصفوف الأمامية بشهادةٍ يعرف أنها مسروقة؟!
ألا يعلم أن كلَّ من يستمع إلى نقاشاته وقدراته يدرك أن عقليته وحديثه وتصرفاته القولية والفعلية لا تتناسب مع ما يدّعيه من شهاداتٍ علمية؟! ، وبخاصةٍ أنه يقدِّم نفسه على أنه حامل شهاداتٍ عليا، ويُصرّ على مقدِّمي الحفلات التي يشارك فيها بوصفه بـ “الدكتور”، مع أنه بمجرد أن يبدأ حديثه ينكشف أمره، وينفضح تزويره، ويدرك المستمع أن شهادة المتوسطة كثيرةٌ عليه!!
وقفة…
احترامي للحرامي
صاحبِ المجدِ العصامي
صبرَ مع حنكةٍ وحيطة
وابتدأ بسرقةٍ بسيطة
وبعدها سرقةٌ بسيطة
وبعدها تعدّى محيطه
وصار في الصفِّ الأمامي
احترامي للحرامي!



