الأمن السيبراني في المطبخ… عندما يدخل العالم الرقمي إلى بيتك

✍️ بقلم: المهندس محمد هاشم البدرشيني
مع تسارع التحول الرقمي واتساع مفهوم “المنزل الذكي”، لم يَعُد المطبخ مجرد مساحة للطهي، بل أصبح بيئة متصلة بالأجهزة والتقنيات التي تجمع البيانات وتعمل عبر الشبكات. هذا التطور، رغم ما يقدمه من راحة للمستخدم، فتح الباب واسعًا أمام تحديات جديدة في الأمن السيبراني داخل أكثر أماكن المنزل حساسية.
اليوم تتصل الثلاجات الذكية بالإنترنت لتحديد المخزون وإرسال التنبيهات، وتعمل الأفران والمواقد بواسطة تطبيقات الهاتف، وتنتشر الكاميرات المنزلية والمساعدات الصوتية في زوايا المطبخ. وهنا يبدأ الخطر؛ فجميع هذه الأجهزة يمكن أن تصبح نقطة دخول للمهاجم الإلكتروني إذا لم تُؤمَّن بالشكل الصحيح.
إن كلمات المرور الضعيفة أو الافتراضية، وتأخير تحديثات الأنظمة، أو ترك الأجهزة مرتبطة دومًا بالشبكة، تُعد من أكبر الثغرات التي يستغلها المهاجم للوصول إلى الشبكة المنزلية، ومن ثم اختراق الخصوصية، أو التحكم في الأجهزة، أو حتى سرقة بيانات المستخدم.
ولا يقف الأمر عند حدود الاختراق التقليدي؛ فبعض الأجهزة الذكية تجمع بيانات دقيقة حول نمط حياة الأسرة، أوقات وجودهم وغيابهم، واستهلاكهم للمواد الغذائية، وهي معلومات قد تُستخدم بشكل سيئ إذا وقعت في الأيدي الخطأ.
إن حماية المطبخ الذكي تبدأ من وعي المستخدم؛ وذلك بتغيير كلمات المرور، وتفعيل التحديثات التلقائية، واستخدام شبكة واي فاي مؤمنة، بالإضافة إلى فصل الأجهزة غير الضرورية عن الإنترنت، وتعطيل الكاميرات والميكروفونات عند عدم الحاجة. كما يُفضّل إنشاء شبكة مستقلة للأجهزة الذكية بعيدًا عن أجهزة العمل والدراسة.
ختامًا…
الأمن السيبراني لم يعُد محصورًا في المؤسسات أو الأنظمة الحكومية؛ بل أصبح عنصرًا أساسيًا في حياة كل أسرة. وإذا كان المطبخ هو “قلب المنزل”، فإن تأمينه رقميًا بات خطوة لا غنى عنها لحماية الخصوصية وسلامة الأسرة وطمأنينتها



