استشاري جراحة عظام أطفال يفند اعتقادات خاطئة ويحذر من مشايات ومهاد الأطفال

حمساء محمد القحطاني _ الافلاج
حذر استشاري متخصص في طب وجراحة عظام الأطفال، الأمهات الجدد خصوصا ذات المولود الأول من استخدام ما يُعرف بـ (المهاد) أو لفة الطفل بحجة تقوية عظام الطفل، منوها أن هذه العادات المتوارثة من عقود طويلة، وهذا الاعتقاد الخاطئ قد يتسبب في حدوث خلع الورك الولادي، أو يؤدي إلى زيادته في حال كان لدى المولود درجة بسيطة منه، ناصحا الأمهات بعدم استخدام ذلك تجاه المولود.
كما نفى استشاري جراحة عظام الأطفال بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور إبراهيم البراهيم صحة الاعتقاد الشائع بأن المشايات تساعد الأطفال على المشي مبكرًا، ناصحا بعدم استخدمها إطلاقا قائلا “هذه المشايات تدفع الطفل لمحاولة ملامسة الأرض، مما يؤدي ذلك إلى زيادة التقوس في الساقين، ومن الممكن أن يحدث ضيق في الأوتار الخلفية للقدم، وهو ما قد يتسبب بزيادة التقوس في الساقين عند بداية الطفل بالمشي” مشيرا إلى أن آباءنا وأجدادنا لم يستخدموها وكانوا يمشون بشكل طبيعي.
جاء ذلك خلال حملة “ركيزة” التي دشنها المدير الطبي لمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور ماجد العبدلي، ونظمها قسم جراحة العظام بالتعاون مع نادي جراحة العظام، وهدفت إلى رفع الوعي الصحي بصحة القدم والكاحل وطرق الوقاية من الإصابات.
ودعا الاستشاري البراهيم إلى ترك مقارنة الأمهات والأهالي بأطفالهم من ناحية تمكن الطفل من المشي مبكرا قبل الآخر، موضحا أن المشي في وقت مبكر أو تأخره يختلف من طفل إلى آخر قائلا “هذا أمر طبيعي حتى عمر سنتين ونصف، والاختلاف في المشي بشأن الأعمار قد يكون بين الإخوان أنفسهم، فأحد الأخوة يمشي مبكرا، والآخر قد يتأخر، فهذا طبيعي”، نافيا أن يكون هناك علاقة بين نقص الكالسيوم والتأخر في المشي، مشددًا إلى أهمية مراجعة طبيب العظام وأيضا طبيب أطفال متخصص بالباطنية، في حال عدم قدرة الطفل على المشي لإجراء بعض الفحوصات مثل فيتامين دال والكالسيوم، وأيضا لإجراء فحوصات عند طبيب أطفال الأعصاب لاحتمالية أن يكون السبب من الأعصاب، والتي أدت إلى تأخر المشي.
وحول أسباب تقوس الساقين أو انحراف القدم للداخل، قال البراهيم “تقوس الساقين قد يكون واحد من ثلاثة أسباب؛ الأول أن يكون تقوس فيسيولوجي، وهو تقوس يحصل لدى الطفل من بداية المشي إلى عمر سنتين ونصف تقريبا، ولا يحتاج جراحة، فقط مجرد مراقبة؛ والثاني قد يكون بسبب نقص فيتامين «د» ويمسى (الكساح) ويُكْتَشَف من خلال التحاليل المخبرية، ثم يُعطى العلاج المناسب؛ وأما السبب الثالث، فيتعلق بمشاكل في مناطق النمو (الضمور)، ويُشَخَّص بالفحص السريري والأشعة السينية.
كما حذر استشاري جراحة عظام الأطفال من جلسة w (وهي وضعية الجلوس الكامل على الأرض ووضع الرجلين للخلف) لما لها من دور في انحراف القدم في أثناء المشي، ناصحا الأهل بتعليم الطفل الجلسة الصحيحة كأن يتربع الطفل، أو أن مد الساقين للأمام، مطمئنا الأهل أن أغلب الحالات لمن لديه انحراف القدم لا يحتاج إلى جبيرة أو ارتداء أحذية خاصة أو علاج طبيعي، وإنما يحتاج تعديل الجلسة والمتابعة، وغالبًا تتحسن تلقائيا حتى عمر 8 سنوات.
وفيما يخص الأطفال الخدج ونمو العظم، أوضح الدكتور إبراهيم، أن الطفل الخديج يولد بعظام متكاملة، ولا يحتاج إلى متابعة خاصة بعد الخروج من الحضانة، إلا في حال وجود تشوهات أو عيوب خلقية أو جود انحرافات خلقية في الأقدام أو الأطراف السفلية، فيتم استشاراتنا كعظام أطفال.



