مقالات و رأي

تعزية أهل الميت

بقلم: إبراهيم النعمي

تعزيةُ أهل الميت من شعائر الإسلام، ومظهرٌ من مظاهر التراحم بين المسلمين، يُقصد بها مواساة المصاب، وحثّه على الصبر، وتذكيره بقضاء الله وقدره، دون تكلف أو مشقّة.

وتكون التعزية بالألفاظ النبوية الجامعة، مثل قول النبي ﷺ:
«إنَّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمّى، فلتصبر ولتحتسب»،
أو بالدعاء المعروف: «عظّم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميّتكم».

قال تعالى:
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾.

والسنة في التعزية الدعاء لأهل المصاب بالصبر، وذكر ما يخفف عنهم، والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، مع جواز تقديم الطعام لأهل الميت إذا احتاجوا، دون أن يُكلَّفوا هم بصنعه.

ولا يُشرع في العزاء اجتماعٌ مخصوص، ولا تخصيص أيام أو أماكن، ولا إقامة ولائم؛ فكل ذلك من المحدثات. وإنما يُعزّى المسلم أخاه حيثما لقيه: في البيت أو الطريق أو المسجد أو المقبرة، مرة واحدة دون تكرار.

وقد نهى النبي ﷺ عن النياحة، فقال:
«اثنتان في الناس هما كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت».

فالهدي النبوي في التعزية يقوم على الصبر، والاحتساب، والالتزام بالسنة، وفيه الطمأنينة للقلوب، والأجر العظيم من رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى