تألّق بدر البدير في مركز بحوث ودراسات المدينة

الدكتور/ محمد أديب محمود عبد السلام
بروفيسور في الإعلام الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء مقالي هذه المرة وليد سعادةٍ وغبطة، عنوانه تألّق بدر البدير في مركز بحوث ودراسات المدينة، وهو شعور صادق رافقني إثر دعوة كريمة تلقيتها من فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، ومدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة.
عرفتُ الشيخ صلاح البدير منذ سنوات، منذ أن باشر عمله في محكمة المدينة المنورة العامة، ثم توثقت العلاقة بعد انتقاله إلى محكمة الاستئناف، وصولًا إلى إمامته وخطابته في المسجد النبوي الشريف.
وقد جمع – حفظه الله – بين الصوت الشجي، والتواضع الجم، وحسن الخلق، حتى أصبح حضوره محببًا، وتواصله مع الناس لافتًا، في طيبة الطيبة على وجه الخصوص، وفي مختلف أرجاء المعمورة على وجه العموم.
وأكاد أجزم أنه من أكثر أئمة وخطباء المسجد النبوي الشريف قربًا من الناس، وأشدهم تواصلًا وتآلفًا معهم. فالشيخ صلاح البدير رجل فاضل، من أسرة كريمة، أكرمه الله بالإمامة في المسجد النبوي الشريف، وقبل ذلك في المسجد الحرام، وكان ولا يزال مثالًا للوقار والعطاء، حافظًا، ذا قلب سليم وطوية نقية.
وقد سعدتُ اليوم مع نخبة من أبناء وبنات المدينة المنورة بزيارة مركز بحوث ودراسات المدينة، ذلك الصرح العلمي الذي كان في فترة من الفترات شبه مغلق، غير أن صورته اختلفت بعد أن تولّى الشيخ صلاح البدير إدارته، إذ شهد المركز حراكًا ملحوظًا وانفتاحًا محمودًا، أعاد له إشراقه وحيويته.
ولست بصدد المقارنة، غير أنني أقول – كما قلت في حضرته –: الحمد لله الذي أعطى القوس باريها، فازدادت أماني المدينة تحققًا، وحلّ الشيخ صلاح البدير مديرًا موفقًا لهذا المركز، فازداد إشراقًا وجمالًا، وسعدت به أيامه ولياليه.
الشيخ صلاح رجل فاضل، لا يتصنّع التواضع، بل هو فيه سجية وهبة، تشعر بها حين يسلّم ويتحدث مع الجميع، إذ يمنح كل من أمامه إحساس الخصوصية والاهتمام، في صورة تتجلى فيها معاني الأخوة الإسلامية، والرحمة، وحسن الخلق.
ومن جميل عطاءاته وانفتاحه، تجاوبه مع الأفكار والمشاريع التي تخدم رسالة المركز، من دورات تدريبية، ولقاءات علمية، ومحاضرات متنوعة، حيث كان يتفاعل معها بحرص واهتمام. ومن مبادراته التي تُسجّل له، توجيهه بتشكيل لجنة نسائية من مثقفات وسيدات المدينة المنورة، وهن كُثر، لتكون رافدًا من روافد الخير والعطاء في هذا الصرح المبارك.
كما يُحسب له اقتناعه بكل فكرة وهدف يخدم المصلحة العامة، ويحقق تطلعات أهالي المدينة، ويتناغم مع أهداف القيادة الرشيدة. وأسأل الله الكريم أن يجزي من اختاره لإدارة هذا الصرح المبارك خير الجزاء، وأن يُجري الخير على يديه.
ولا يفوتني أن أترحّم على صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز – رحمه الله – الذي أمر بإنشاء هذا المركز، وخصّص له موقعًا مميزًا في المنطقة المركزية، أقيم عليه فندق يسهم في دعم استمراريته ورسالة عطائه ونشره العلمي.
كما أُثني على مجلس النظارة المبارك الذي تعاقب على رئاسته أمراء كرام، وكان لآخرهم، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، دور بارز في دعم المركز وتوجيهه، وهو امتداد لدوحة مباركة وشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وقد سرّني ما شاهدناه من مطبوعات المركز، وصوره التذكارية، والفيلم الوثائقي الذي يوثق مسيرته المباركة. ويصدق هنا المثل القائل: ليالي العيد تبان من عصاريها، فما مضى على إدارة الشيخ صلاح البدير سوى أشهر قليلة، وقد اختلفت الصورة، وتضاعف العطاء، وزاد تفاعل الأهالي مع المركز.
وبإذن الله وتوفيقه، القادم أجمل وأفضل، في ظل قيادة رشيدة تولي المدينة المنورة ومقدساتها عناية خاصة، وتدعم كل عمل علمي وثقافي يخدم تاريخها وتراثها.
والشكر موصول لكل مخلص أسهم في دعم هذا المركز، وساعده على أداء رسالته، فذلك من باب الذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



