الضحايا

الأستاذة أميمة عبد العزيز زاهد

 

إن الطلاق ظاهرة خطيرة ولكن الاخطر منها أن ينفصل الزوجان وهما لا يحافظان على الحد الادنى من الاحترام وكأن الطلاق أصبح نقطة بداية للعداوة والانتقام
إن الحياة لا تتوقف بمجرد انفصال الزوجان قال تعالى “وإن يتفرقا يغني الله كلًا من سعته” فما بالنا اليوم نشاهد بعض الآباءً قد قست قلوبهم وأصبحت كالحجارة أوأشد قسوة جعلوا من أولادهم وسائل انتقام وما جعل الطلاق الى لنهاية علاقة تعيسة غير مستقرة وغير صالحة للاستمرار وعند استحالة العشرة بين أزواج كرها الحياة معا وفي نفس الوقت هو قرار يصل إليه طرفان راشدان بذلا كل جهدهما لمحاولة تجنبه وبعد محاولات عديدة لتجنب انهيار كيان وهدم أسرة وتشتيت أطفال ولكن وآه من كلمة لكن عندما يبدأ الصراع العنيف على من أختارهم حظهم العاثر ضحية لأقرب الناس لهم فأوقعوا عليهم ظلما وفرضوا عليهم أزمات فتكت بطفولتهم وبراءتهم بلا رحمة بعد أن تم استخدام هؤلاء الضحايا كدروع بشرية تخفي ورائها مرارة التجربة ورغبة في الانتقام وتصفيه الحسابات انتقاما وإذلالا للطرف الآخر فيعاني الأبناء من الضغوط الاجتماعية والمادية والعاطفية وتتعدد المشكلات النفسية والصحية والمظاهر السلبية التي يعانوا منها، بدءًا من الخوف الزائد وانتهاءً بالتمرد والعنف والسلبية والانطوائية والهروب والانحراف وغيرها نعم إن الضحية الوحيدة الخاسرة في قضايا الطلاق وفي الحرب الدائرة بين الأم والأب هم الأطفال… وما نراه من صور سيئة هو إفراز طبيعي لما استجد على بعض الأسر من سلبيات فالطفل تائه لا يعلم متى تنتهي هذه الحرب ومتى ينعم بالأمن ويشعر بالحب والاستقرار فهو دمر مرتان مرة عندما كانت تشتعل الحروب داخل المنزل ووقع بعدها الطلاق ومرة ثانية عندما سيدفع الثمن طوال حياته القادمة المتمثلة في حياة ما بعد الطلاق على الآباء أن يدركوا بأن مسؤليتهم مضاعفة بعد الطلاق وعليهم تكثيف اهتمامهم ورعايتهم على أن تكون خطواتهم مدروسه بعناية وبأتفاق متبادل مع مراعاه عدم تعريض آبنائهم إلى مواقف صعبه أو اجبارهم على اتخاذ قرارات أكبر من أعمارهم ولا أن نلقي اللوم عليهم ونوبخهم وبأنهم السبب لما وصلت اليه العلاقة أو أن كل ما يقوم به الاباء يعتبر تضحية من أجلهم ولا يصح أن نضعهم في موقف مؤلم  ونخيرهم بين الحياة مع الأب أو مع الأم وعلينا تركهم ليعبروا عن مشاعرهم وأحاسيسهم من غضب وحزن وخوف ومناقشتهم وإقناعهم بأن الطلاق ليس له دخل بهم وأنه لن يؤثر على سير حياتهم على أن يتم الإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم بمنتهى الصراحة والوضوح وبدون إظهار أي نوع من أنواع العداء وتوجيه الاتهامات للطرف الأخر حتى يتقبلوا الوضع الجديد ويتعايشوا معه

همس الأزاهير 
أرجوكم أفيقوا‏ من غفلتكم أيها الآباء واتقوا الله الذي حذرنا من العقوق‏ فماذا عن عقوق الآباء للأبناء‏أرجوكم قبل أن تصلوا إلى هذه المرحلة انظروا ماذا قدمتم وبماذا ضحيتم وكيف ربيتم وما زرعتم في نفوس أطفالكم

      

عن سمر ركن

شاهد أيضاً

مزارع جازان بلاساقي ولا سجل زراعي .. من المسؤول ؟

بقلم / أحمد يحيى جرادي مازال المزارع في منطقة جازان يعيش ألم جفاف أرضه الزراعية …

تعليق واحد

  1. مقالك يفتح جروح كثير من الناس
    مقال في الصميم وأكثر من رائع
    وأنا أتمنى لو يُسنُّ قانونًا متعاونًا بين المحكمة والمنظمة العالمية لحقوق الطفل وجمعية حقوق الإنسان بإلزام الوالدين وتوقيعهما على تعهد بعدم إيذاء الأبناء أو إقحامهما في مشاكل الآباء بعد الطلاق وأن يتم متابعة الأبناء بعد الطلاق من قبل مؤسسة حكومية تنشئها الدولة باسم مؤسسة حقوق أطفال الأسر المنفصلة للتحقق من توفير سبل الحياة الطيبة والطبيعية لهم وأن يكون فيها شراكة بين أطباء وأخصائيين نفسيين وعلماء اجتماع وتربية ورجال دين ، ويُرفع تقرير دوري عن هؤلاء الأطفال شهريًا لمدة عام ثم كل عام حتى يصلوا لمرحلة البلوغ على أن يشمل هذا التقرير جميع النواحي الصحية والعلمية والنفسية والاجتماعية والمادية بما يكفل لهم الحياة الطيبة مناصفة بين الوالدين المنفصلين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.