ماذا علينا أن نفعل في يومنا الوطني

الدكتور/ محمد أديب محمود عبد السلام
بروفيسور في الإعلام الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم اخترت مقالي اليوم ليكون (ماذا علينا أن نفعل في يومنا الوطني).
أقول بعد الاتكال على الله تمر علينا في قادم الأيام ذكرى عزيزة علينا خالدة هي يومنا الوطن المجيد الخامس والتسعين والذي أسأل الله جلت قدرته أن يعيدنا ويعيده علينا أعواما عديدة مديدة باليمن والخير والبركات والمسرات ونحن نرفل في أمن وأمان وعافية وتمام عيش ورغد وهناء .
إن المتأمل لهذه الذكرى العطرة يجب أن يعيها وكما قال الحق عز وجل (وتعيها أذن واعية) ، ليس المطلوب منا أن نخرج إلى الشوارع زرافات ووحدان وأن يختلط الحابل بالنابل والنساء بالشباب والفتيات بالأحداث وهكذا ونرتدي الأعلام التي تحمل شعار التوحيد على ظهورنا ونتربص بالرائح والغادي ونلقي الكلمات جزافا.
هذه كلها ليست مظاهر وطنية وليست مظاهر حضارية وقبل ذلك ليست مظاهر عربية إسلامية سعودية ، ينبغي علينا أن نحفل ونحتفل بيومنا الوطني وفق أسس وضوابط ، لا أن نجعل الدولة جزاها الله خيرا تستنفر قوات الطوارئ وغيرها من القوات ويملأ الشوارع العابرون والعابرات ونضايقهم ونضيق عليهم وينتشر رجال الأمن حتى تغدو هذه الأيام كأنها أيام طوارئ.
لا ينبغي كل هذا ينبغي أن نكون راشدين عاقلين مدركين لهذه النعمة التي أكرمنا الله بها مستذكرين ما فعله المليك الموحد عليه شبائب الرحمة والرضوان وآيات من الرحمن والغفران تعطر وتحف بمرقده الكريم في مقابر العود.
هذا الرجل الذي نذر نفسه أكثر من خمسين عاما وهو يوحد في هذه المملكة يجب أن نستلهم سيرته العطرة في كل شيء في الجهاد في التنظيم في إرساء قواعد الدولة في التعليم في القضاء في الصحة في الإعلام في حسن التعامل في تربية أبنائه ليكون لنا القدوة في تربية المجتمع في تآخي الحاضرة في تهجير البادية وإيقاف عملية رحيلهم من مكان إلى مكان وإعمار الهجر والحواضر والعواصم وحفر الماء لهم في الآبار وتأمين وسائل العيش الكريم والصحة والعلاج والتعليم الديني وإقامة المساجد حولهم وتوفير وسائل العيش الكريم لهم.
هذا جهاد عظيم يجب أن نستذكره ونسلط الضوء عليه وأن يكون حولنا مجموعة من الباحثين والمتخصصين في هذا التاريخ العظيم عندما نستلهم في المدينة المنورة ونستعيد ذكرى دخولها في هذا العهد الظاهر منذ أكثر من مائة عام نعرف أن عبد العزيز كان رفيقاً رقيقاً رحيماً بأهل المدينة ، لم يحاصرها الحصار المقيت المميت الذي يجوع أهلها بل سمح بإدخال المياة لهم وزود كل من كان يخرج إلى قادته حسب تعليماته بالخير والميرة والزاد وكافة وسائل العيش الكريم.
عندما أشيع أن القبة الخضراء قد ضربت من قبل رجاله استنكر ذلك ورد على ملك مصر الملك فؤاد وعلى شاه إيران رضا بهلوي وعلى بعض وكالات الأنباء بأن أرسل إليهم وفداً يستصحبهم لدخول المدينة ويتأكد أن المسجد النبوي والقبة الخضراء لم يصبها أي شيء ولم يدنسها أحد وأنه يحرص على سلامة الأهالي وقدسية المكان واحترام الزمان.
هذا هو عبد العزيز وهذا ما يجب علينا أن نعلمه لأبنائنا ونغرسه في نفوسهم هذا الذي يجب أن نتباهى به.
لا مانع من الاحتفال وإقامة العرضات والمناسبات ولكن بضوابط (دون إخلال بالأمن ودون إرهاق ودون أي عمل لا ينتمي إلى الانضباط والمسؤولية وأن يظهرنا كأمة سعودية متحضرة لا كمجموعة تؤيد الهياج وتؤيد الهرج والمرج ونشر الفوضى وبث الإشاعات لا ينبغي لنا ذلك.
وطننا أعطانا الكثير وما أجدرنا في هذا اليوم المجيد المبارك أن نستلهم هذه الذكرى العطرة بضوابط وبفعاليات وإظهار الفرح والسرور واجب ومندوب ومطلوب ، وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم دعهم فإن اليوم عيد.
لنا أعياد ولنا أيام ولنا مناسبات نظهر فيها الفرح والسرور ولعل من أهمها هذا اليوم الوطني المبارك فهلا نكون راشدين وهلا نكون ملتزمين إن أردتها إلا ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.



