البحيرات الصناعية وأثرها على الأراضي الجرداء

بقلم: راشد بن محمد الفعيم
تتدفّق المياه المُحلّاة من المنطقة الشرقية إلى مدينة الرياض عبر شبكة من الأنابيب العملاقة التي تنقل المياه العذبة لتصل إلى ملايين السكان في المنطقة الوسطى، في واحدة من أضخم مشاريع الإمداد المائي في المملكة. وتمثّل هذه المنظومة نقلة نوعية في جودة الحياة، ونعمة عظيمة أنعم الله بها على أهل هذا الوطن، إذ تصل المياه النقيّة إلى المنازل بكفاءة عالية.
ومع هذا التطور الكبير، يبرز تساؤل مهم: لماذا لا يتم إنشاء خط مخصّص لصنع بحيرة صناعية كبرى في وسط الدهناء،
خصوصًا أن المسافة من الدمام إلى الدهناء قصيرة نسبيًا؟
بحيرة كهذه يمكن أن تكون متنزّهًا طبيعيًا، ومتنفّسًا لأهالي منطقة الرياض، وفي الوقت نفسه مشروعًا بيئيًا داعمًا للأرض وباطنها.
ومع التقدّم التقني وتطوّر وسائل النقل والضخ، لم تعد تكاليف إنشاء خطوط المياه كما كانت في الماضي، مما يجعل فكرة إنشاء بحيرة صناعية فكرة قابلة للدراسة، ذات قيمة بيئية وسياحية وتنموية.
من فوائد إنشاء بحيرة صناعية في وسط الدهناء
1. تغذية المياه الجوفية
تساهم البحيرة في دعم طبقات المياه الجوفية التي تعاني من الشح في المناطق الصحراوية، مما يعزّز استدامة الموارد المائية.
2. تحسين المناخ المحلي
وجود مساحة مائية واسعة يسهم في الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة، ويقلّل من تطاير الغبار، ويُحدث تلطيفًا عامًا للمناخ المحيط.
3. دعم الغطاء النباتي ومكافحة التصحر
توفر البحيرة بيئة مناسبة لنمو النباتات الطبيعية، وتشجّع مشاريع التشجير، مما يساعد على تثبيت الرمال وتقليل زحف التصحر.
4. تنشيط الحياة البرية
تُعد البحيرات بيئة جاذبة للطيور والكائنات الصغيرة، مما يعيد التوازن البيئي ويُغني التنوع الحيوي في المنطقة.
5. قيمة سياحية وترفيهية كبيرة
يمكن للبحيرة أن تتحول إلى وجهة جاذبة للزوّار، وموقع مثالي للتنزه والمشي والتصوير، وممارسة الأنشطة المائية الخفيفة، مما يعزز السياحة الداخلية ويرفع جودة الحياة.
6. مشروع حضاري يواكب رؤية المملكة 2030
سيكون إنشاء بحيرة صناعية بهذا الحجم معلمًا تنمويًا جديدًا، يعكس توجه المملكة نحو تحسين البيئة، وتطوير المساحات الطبيعية، وتعزيز جودة الحياة في المدن والمناطق المحيطة بها.


