مقالات و رأي

السعودية حيث تُصاغ الدبلوماسية

بقلم : د. قمره بنت حطاب السبيعي
القيادة الإدارية والتعليمية وبرامج الموهوبين

أن تكون في السعودية، لا يعني فقط أنك تنتمي إلى وطنٍ كبير بمكانته، بل أنك تنتمي إلى مدرسةٍ في التعامل الإنساني والسياسي على حدٍّ سواء.
ففي تفاصيل الحياة اليومية، كما في سياسات الدولة، تتجلى ملامح الدبلوماسية المتزنة: تسامحٌ لا يُفسَّر ضعفًا، وحزمٌ لا يُمارس قسوة، ووعيٌ عميق بما يدور دون أن يتحول إلى ضجيج أو صدام.

الدبلوماسية هنا ليست حكرًا على المنابر السياسية، بل أسلوب حياة.
نتعلم منها كيف نزن الكلمة قبل أن تُقال، ونضبط ردّات الفعل لتبقى ضمن إطار الاحترام والعقل. فالسعودي الحقيقي لا يندفع، ولا يُستفَز، ولا يُفرّط في مكانته ولا في مبادئه.

في هذا الوطن، الأدب ليس مظهرًا اجتماعيًا، بل سلوك دولة.
هو نتاج بيئةٍ تتعامل بحكمةٍ مع العالم، وتغرس في أبنائها أن السيادة لا تعني الصخب، وأن العزة تُصان بالاتزان، وأن المجد يُبنى بالصبر والخلق الرفيع.

نحن نتعلم من وطننا أن نُعبّر عن آرائنا بوعي، وأن نختلف دون أن نُسيء، وأن نضع المصلحة العامة فوق الانفعال الشخصي. فكما تمارس الدولة دبلوماسية فكرية راقية في مواقفها، يجدر بنا أن نعكسها في تعاملاتنا اليومية: مع الأهل، والزملاء، والمجتمع المحيط.

أن تكون سعوديًا، يعني أن تكون رسول تهذيب، ومثال اتزان، وصوتًا يعبر عن وطنه بأفعاله قبل أقواله.
فالسلوك الدبلوماسي ليس تنازلًا عن الحق، بل أسلوب راقٍ لحفظه، وهو ما يجعل من الشخصية السعودية نموذجًا يُحتذى في الوعي والهيبة معًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى