ما بعد الشمولية: الشهادة الأدبية في الأدب العربي الحديث.. كتاب جديد للبروفيسور محمد الصفراني

وعد فهد الأحمدي/ روافد
عن مركز أبو ظبي للغة العربية (إصدارات) صدر للبروفيسور محمد الصفراني أستاذ الأدب والنقد والدراسات البينية في جامعة طيبة، كتاب (ما بعد الشمولية: الشهادة الأدبية في الأدب العربي الحديث، بحث في المحاقلة بين القانون والأدب)، ويطرح الكتاب مصطلح ما بعد الشمولية وصفا لخطاب الشهادة الأدبية الذي يعده شكلا كتابيا سرديا جديدا في الأدب العربي تضافر علي إنتاجه حقلان معرفيان هما: القانون والأدب، ويطور المؤلف مفهوم (المحاقلة) الذي طرحه وطبقه في كتبه السابقة فيفتحه على التناص ويصهرهما في (استراتيجية التناص الحقلي) ليحلل بها خطابا إبداعيا بكرا هو الشهادة الأدبية.

و فكرة الكتاب قديمة لدى الباحث تعود إلى أكثر من عقد من الزمان حيث نشر المؤلف نواة الكتاب وفكرته في بحث علمي في المجلة العلمية المحكمة لكلية دار العلوم بجامعة المنيا في العدد الثلاثون في شهر يونيو عام 2014م.
يقع الكتاب في ثلاثمائة وسبعين صفحة ويضم أربعة أبواب، الباب الأول(الشهادة الأدبية: المفهوم والأركان والأنواع)، ويهدف إلى اقتراح مفهوم الشهادة الأدبية وتبيان أركانها وأنواعها، ويضم ثلاثة فصول: الفصل الأول: مفهوم الشهادة من القانون إلى الأدب، وفيه يُحاقل الشهادة الأدبية من حقل القانون إلى حقل الأدب، ويحدد مفهوم الشهادة الأدبية في القانون، ليصل من خلاله إلى مفهوم الشهادة في الأدب، محررا المفهوم من بين مجموعة من المفاهيم المحددة لجملة من المصطلحات المتماسة أو المتقاطعة معه، مثل: التقرير، والاعتراف، والإقرار، وصولاً إلى مفهوم الشهادة الأدبية، ويحلِّل في هذا الفصل أجناسية الشهادة الأدبية، وتماسها مع السيرة الذاتية والغيرية، ليختم مباحثه بتحرير التماثل والتخالف بين حقلي القانون والأدب.

ويأتي الفصل الثاني بعنوان: أركان الشهادة الأدبية، وفيه يحلل الشهادات الأدبية، عبر فرعيها الرئيسين: الذاتي والغيري، ليبرز من خلالهما اشتمال الشهادة الأدبية على أركان الشهادة القانونية نفسها، وهي: الشاهد والمشهود به والمشهود له والمشهود عليه والصيغة، ويؤكد من خلالها انطباق أركان الشهادة القانونية، في حقل القانون، على شكل الشهادة الأدبية من أركان.

وجاء الفصل الثالث بعنوان: أنواع الشهادة الأدبية، وفيه يحلل الشهادات الأدبية في ضوء أنواع الشهادات القانونية، ويحدِّد الأنواع التي جاءت عليها الشهادة الأدبية من أنواع الشهادة القانونية، حيث جاءت الشهادة الأدبية متطابقة مع أربعة من أصل خمسة أنواع للشهادة القانونية، وهي: المباشرة، والسماعية، والتسامعية، والشهرة العامة.

ويأتي الباب الثاني بعنوان (أشكال الشهادة الأدبية): ويهدف إلى تحليل الأشكال الأدبية التي تعد، في وجه من أوجهها، شهادة أدبية، أو محاضن شكلية للشهادة الأدبية، ويبنى فصوله وفق تقسيم الأشكال الأدبية على مجموعات، بناء على الفن الرئيس الذي يستقطب كل مجموعة، ويضم ثلاثة فصول: الفصل الأول: الأشكال المقالية، وفيه يحلل الأشكال الأدبية الأقرب إلى روح المقالة، مثل: المقالة، والمقدمة بأنواعها: المصاحبة، والذاتية، والغيرية، والمحيطة، والبيان الأدبي، والدراسة النقدية، والحوار.

ويأتي الفصل الثاني بعنوان: الأشكال السيرية، ويحلل فيه الأشكال السيرية بوصفها محافل/ محاضن شكلية للشهادة الأدبية، سواء كانت ذاتية أم غيرية، مثل السيرة الذاتية، والمذكرات، والذكريات. من منطلق أن كتاب هذه الفنون، إنما يمارسون كتابة شهاداتهم الأدبية تحت مظلة هذه الفنون. ويأتي الفصل الثالث بعنوان: شكلا الرحلة والتوقيعة، ويحلل فيه الشكل الرحلي بوصفه شهادة أدبية مباشرة، تقوم على تدوين ما رآه الراحل بعينه في صورة طبق الأصل لما يقوم به الشاهد عندما يصف ما رآه وسمعه وأدركه بحاسة من حواسه، ويحلل في هذا الفصل شكل التوقيعة، بوصفه شهادة أدبية موجزة ومكثفة وبليغة، تجلت في مواطن متعددة من كتب الشهادات الأدبية.
ويأتي الباب الثالث بعنوان (عتبات الشهادة الأدبية): وفيه يحلل عتبات كتب الشهادات الأدبية من وجهة أجناسية تؤكد حضور الشهادة الأدبية شكلاً مستقلاً، في إطار السرد العربي الحديث، وتقسم العتبات على مجموعات وفق تمظهراتها المكانية، ويضم هذا الباب ثلاثة فصول: الأول بعنوان: المصاحبات النصية، ويحلل فيه عتبة العنوان في مجموعة محددة من كتب الشهادات الأدبية، ويشمل تحليل العناوين الرئيسة والعناوين الفهرسية. ويأتي الفصل الثاني بعنوان: الأغلفة، والبيانات، والأسماء، وفيه يحلل معطيات الغلافين الأمامي والخلفي، لعينة محددة من كتب الشهادات الأدبية، ويحلل بيانات النشر، وأسماء المؤلفين.

و الفصل الثالث بعنوان: الإهداء والمقدمة، وفيه يحلل الإهداءات، بصيغتيها المطبوعة والمخطوطة، والمقدمات بنوعيها الذاتي والغيري، ليختم به تحليل عتبات العينة المختارة من كتب الشهادات الأدبية، ويخلص منها إلى نتيجة تؤكد رسوخ جنس وشكل الشهادة الأدبية في الأدب العربي الحديث.
ويأتي الباب الرابع بعنوان: وثائقية الشهادة الأدبية، ويهدف إلى إبراز الجانب الوثائقي في الشهادات الأدبية من خلال تحليل التقنيات الحجاجية في الشهادات الأدبية، وتبيان توثيق الشهادات الأدبية الجانبين الاجتماعي الأدبي والتاريخ أدبي لكتابها ومجتمعاتهم للشهادات الأدبية، ويضم هذا الباب فصلين: الأول بعنوان: تقنيات الحجاج في الشهادات الأدبية، ويحلل فيه أبرز التقنيات الحجاجية في الشهادات الأدبية، مثل: الحجج المنطقية، والتناقض وعدم الاتفاق، والتماثل والحد، والعلاقة التبادلية، والحجج البلاغية، والاستعارة، والمذهب الكلامي، وتقسيم الكل إلى أجزاء، وحسن التعليل. ويأتي الفصل الثاني بعنوان: الشهادة الأدبية وعلم الاجتماع الأدبي، ويحلل فيه الشهادات الأدبية من منظور علم الاجتماع الأدبي، ويدرس فيه علم الاجتماع والأدب، والعمل الأدبي، والأجناس الأدبية والأساليب، والجمهور. ويختم الكتاب بخاتمة لأبرز النتائج.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

انطلاق فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة التاريخية

روافد ـ متابعات انطلقت مساء أمس  فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.