ضد الكسر

أمل مصطفي

جميلة هي الحياة بتجمع أحبابنا وقرب أصدقائنا رائعة لحظات الأنس والونس والثمر مع من نحب ، جميله ومشرقة الابتسامات عند اللقاء ، وتجمع الأهل والأحباب ..
تزهر أيامنا بمختلف العلاقات التي تجمل وتنور حياتنا بطيب الود والألفة…
كثيرا ما نعتقد إننا أقوياء بأصحابنا ومعارفنا وبمن اقتسمنا معهم الخبز ، وبمن شاركونا أسعد اللحظات وأجملها ..، لكن قاسية هي الحياه عندما نمر بشده ومواقف تعتصرنا وتغرقنا ولا نجد يد تمتد إلينا ، نبحث عمن يهتم لأمرنا ، نشتاق لسماع كيف حالك ؟ نترقب نغمة تعودنا سماعها لتخبرنا أن هناك من يهتم ..!! فلا نجد إلا الصمت يخيم حولنا في سكون غامض ، وصدى ذكريات وأشباح تدور حولنا وتختفي خشية أن نلتفت إليها ، لنفيق على واقع مؤلم ..
في الرخاء يلتف حولك ألف ألف وفى الشدة لا تجد حتى صفرًا من الألف ، تواجه وتتحمل وتعتصر ألمًا في أيام تمر كالجبال من ثقلها ، ليشرق لك نورًا من السماء يجعلك لا تنظر إلا نحوه ليرشدك ويدعمك ويقويك ويخبرك في كل حين إنه الدائم الباقي معك ..!، فتقوى نفسك بروح من الله ، فيسهل لك كل صعب ، وتستأنس بمعيته ، لتستقيم نفسك مرة أخري ، ولكن بمنظور آخر وشكل آخر ، وقوةٌ أخري ، تجعلك تنظر لكل الوجوه المزيفة بنظرة حقيقية..!!
فالشدائد هي فلتر العلاقات ومصفاة الحياة ففيها يتساقط الكثيرون ..!!
كذلك بعض الأشخاص في حياتنا لا يظهر معدنهم إلا وقت الشدة ، هم كالنجوم يلمع بريقهم ولا تراهم إلا في ظلمة الليل..!!
فرقٌ كبير بين من يخوض معك حزنك وشدتك بإرادته ، كي لا تكون وحيداً لتعبرا سويًا ، ومن ينتظرك على الضفة الأخرى ، ليخبرك بعد أن تتعافى : “أنه كان يتذكرك ويتمنى لك الخير”…!
يقول الحكيم “عود نفسك على خسارة الآخرين ، تمرن على الوحدة ، صادق نفسك كأنك صديقك، فحكمة القدوم للحياة وحيدًا ، ومغادرتها بنفس الطريقة لا تأتي من فراغ..”!.
في النهاية لا ننسى ابدًا من كان بجانبنا ، ومن تخلى عنا ، كلاهما له بصمةً لا تنسى ،جعلت منا أقوياء ضد الكسر ….!!

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

اقتباسات

وداد بخيت الجهني “رائعة تلك الابتسامة التي تقول للحزن لن تغلبني.. وتلك المحاولة التي تقول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.