أطفالنا أكبادُنَا تَمشي على الأرضِ “2”

بقلم / د. وسيلة محمود الحلبي*

أطفالنا أكبادُنَا تَمشي على الأرضِ لو هَبَّتِ الرِّيحُ على بَعضِهم لامتنعَتْ عَيْني مِنَ الغَمْضِ

أولت الشريعة الإسلامية أهمية بالغة بحقوق الطفل وهذه الحقوق تبدأ قبل أن يولد وذلك عن طريق اختيار الأم الصالحة التي تحسن رعاية طفلها وتربيته على الفضائل، فالرسول صلى الله عليه وسلم حث على الزواج من المرأة «الولود الودود» حتى يوفر للطفل أسباب الوجود أولا، وحياة الاستقرار ثانيا، فالمرأة الولود هي التي توفر للطفل الوجود، والودود معها تتحقق الغاية من الزواج بالسكن والاستقرار مع اختيار الأب الصالح .

وبعد ميلاده جاء الحث على حسن استقبال المولود، ورعايته أفضل ما تكون الرعاية، وحسن الاستقبال يشمل استحباب التهنئة بالمولود لإدخال البهجة على قلب والديه، واستحباب التأذين له ليكون أول ما يسمعه المولود اسم الحق والشهادتين لتثبيت الحقيقة الإيمانية بعد إيقاظ الفطرة، واستحباب تحنيك الطفل، بتدليك فم الرضيع بثمرة حلوة لينة،  وتلك سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن من مظاهر حسن استقبال المولود إزالة الأذى عنه، فيحلق شعره، وينظف جسده مما علق به، فضلا عن التوجيه النبوي بالتصدق بوزن شعر المولود «فضة» بعد أن يحلقه في اليوم السابع من مولده. كما أن «العقيقة» حق للطفل في اليوم السابع من ولادته يقول صلى الله عليه وسلم : «كل غلام رهينة بعقيقته تذبح يوم سابع ويحلق ويسمى». أيضاً اختتان الطفل من مظاهر إحسان التعامل معه، حرصا على نظافته وحماية لصحته وحالته النفسية.

ومن أول وأهم حقوق الطفل في شريعتنا الإسلامية والتي تبدأ بعد مولده مباشرة «حق الرضاعة»، واختيار اسم حسن للطفل ،وألزمت الشريعة الإسلامية الآباء بالإنفاق على الطفل منذ مولده وحتى يشتد عوده ويستطيع الاعتماد على نفسه، وبذلك أصبحت النفقة وتوفير مقومات الحياة الكريمة من طعام وشراب وملبس ومسكن مناسب، فضلاً عن كل ما يحفظ أمر جسد الطفل وعقله وخلقه حقاً من حقوقه، وقد راعى الإسلام الحنيف جوانب متعددة لتربية الطفل منها التربية الإيمانية العبادية، والتربية البدنية، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الاجتماعية.

كما يؤكد العلماء والفقهاء – على القوانين والمواثيق الدولية مما يفرض علينا ضرورة الرجوع إلى أحكام وتعاليم ديننا عند صياغة أي تشريع ينظم استمتاع أطفالنا بحقوقهم، ويوقف كل التجاوزات والانتهاكات الجسدية والنفسية التي ترتكب يومياً ضدهم.وحتى الوثائق الدولية خصصت حقوقا لهذا الطفل، بل كل الأديان خصصت حقوقا لهذا الطفل فالأمر يحتاج إلى وقفة نحكم بها ضمائرنا، ونراجع الخطط والسياسات والاستراتيجيات نحو الطفولة، بعيداً عن التفاعل الوقتي مع القصص المحزنة عن المعاناة التي يتعرض لها بعض الأطفال والسؤال: من يحمي هذا الطفل ويرعاه؟

عزيزي القارئ هل تعلم أن هناك أطفالا في هذا العالم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وهم محرومون من الغذاء والكساء والدواء؟

هل فكرنا جميعا أن الله- سبحانه وتعالى- سيحاسبنا على تقصيرنا في انتشار مثل هذه الحالات للأطفال الكاسرة للقلوب والمحزنة والمؤلمة التي نشاهدها عبر القنوات الفضائية المتنوعة عن قضايا الأطفال ومعاناتهم في الصقيع والثلج وفي حر الصيف وشمسه الحارقة أيضا فالطفل إنسان في أي مكان وأي زمان ألا يستحق منا أن ننهي مأساته، بل مآسيه ؟!

أين منظمات حقوق الإنسان العربية والإسلامية والدولية من تلك المآسي المؤلمة والجارحة

من المسؤول عن هذه المآسي ؟

أنقذوا الطفولة البريئة، وساعدوهم للخروج من هاوية الضياع….

 

 

سفيرة الإعلام العربي*

سفيرة السلام العالمي*

سفيرة سعادة للدعم النفسي والاجتماعي*

*مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

مملكة الإنسانية

  بقلم/ مشاري محمد بن دليلة* المملكة العربية السعودية منذ بزوغ فجرها على يد مؤسسيها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.