عبدالعزيز عطية العنزي
يتألف الكتاب من أربعة فصول تكمل بعضها البعض من حيث الهدف والفكرة؛ وتقدم نماذجاً من الأجوبة على أسئلة الأطفال، وضوابط الحوار مع الأبناء، كما تقدم مجموعة من النصائح لتربية الأطفال وتنمية ذكاؤهم، مع مراعاة كل مرحلة عمرية منذ سن الطفولة وحتى بدء مرحلة المراهقة…
منذ عتبة العنوان الأولى “الأطفال وأسئلتهم الحرجة” يدرك القارئ للكتاب الفئة التي يتوجه إليها، وهي الأسرة (الآباء والأمهات)، الذين سيجدون فيه مادة تساعدهم في تربية (الأطفال) الذين هم في المراحل العمرية الأولى من تشكل وعيهم، والذين فجأة وبدون سابق إنذار يبدأون في طرح الأسئلة على والديهم، بعفوية وبساطة.. مثل: من أين جئت يا ماما؟ ما هو الموت؟ لماذا يولد بعض الناس مشوّهين أو أصحاب عاهة؟ كيف ينمو جسدي؟ ماذا يحدث للطعام بعد أكله؟ لماذا يسرق الحرامي؟ أين الله؟ وغيرها من أسئلة قد تتكرر في أكثر من موقف، وتتخذ أكثر من منحى.. سيشعر معها الوالدان بالإحراج وبمسؤولية كبيرة اتجاه أطفالهم.
– انطلاقاً من هذا الهم التربوي وبالارتكاز على قواعد علم نفس الطفل ومبادئ التربية الإسلامية، وبهدف الإجابة عن أسئلة الأطفال الحرجة يأتي هذا الكتاب ليساعد الأسرة في التعامل مع أطفالها. تقول المؤلفة وسيلة الحلبي: “… علينا أن نعي أن حب الاستطلاع الكامن في طبيعة كل طفل إلى طرح أسئلته هو بمثابة الطريق الرئيس لتكون معارفه الأولية… تلك الأسئلة البريئة علينا أن نتعامل معها بهدوء ونجيب حسب مستوى الطفل العمري. وعلينا أن نكون (نحن) المصدر الأساس لمعلومات أطفالنا.. وان لا نكون سبباً مباشراً لهروبهم منا إلى مصادر أخرى مشوهة للحصول على إجابات لما يلحُ في أذهانهم من أسئلة حائرة. إنها مسؤولية كبيرة، وامانة في أعناقنا… فالأبناء هم أبناء عصرهم الحالي وليسوا أبناء العصور الماضية.. فلا عذر لنا في الحرج أو التهرب أو تأنيبهم على حبهم وسعيهم إلى المعرفة مهما تكن أسئلتهم