النرجسية وفقاعة الصابون

🫧 النرجسية وفقاعة الصابون
بقلم / أحمد القاري
النرجسي إنسان مريض بالغرور، مأخوذ بكبريائه، يرى نفسه أكمل الكاملين وأفضل البشر، ويحتقر من حوله كأنهم لا يرقون لمستواه.
ينظر للناس بعين الانتقاص، ويعاملهم باستعلاء، وكأنه خُلق من نور والآخرون من طين. يعيش في وَهْم الكمال، ويظن أن كل ما يفعله هو الأفضل، وكل ما يقوله هو الحق، وأن الآخرين عاجزون عن بلوغ روعته ومكانته المفترضة.
في حديث النبي ﷺ تحذير صريح:
“لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” [رواه مسلم].
🔴 أبرز صفات النرجسيين السيئة
– التعالي والغرور: يرى نفسه فوق الجميع.
– حب السيطرة والتحكم: يسعى لفرض رأيه بالقوة أو الخداع.
– الانتقاص من الآخرين: يقلل من قيمة كل من حوله.
– انعدام التعاطف: لا يشعر بمعاناة الآخرين.
– التلاعب النفسي: يستخدم الكلام المعسول ثم يجرح.
– الحساسية تجاه النقد: أي ملاحظة تهز كيانه.
– الحسد والغيرة: لا يحتمل رؤية نجاح أحد.
– حب الظهور: يسعى للأضواء بأي وسيلة.
🟢 طرق التعامل مع النرجسي
1. وضع حدود واضحة.
2. تجنب الجدال الطويل.
3. عدم الانجرار وراء استفزازاته.
4. الاعتدال في المدح.
5. التركيز على أفعاله لا أقواله.
6. الانسحاب الذكي.
7. الصحبة الصالحة.
8. الوعي بحقيقته.
9. الدعاء والتوكل على الله.
🔵 سبل التغلب على النرجسي
🛡 الوعي والحدود.
🧍♂ المسافة الآمنة.
✨ الثقة بالله وبالنفس.
👬 الصحبة الصالحة.
😌 عدم الانفعال.
💪 التحصن النفسي والعاطفي.
🟡 الحكم والأمثال المرتبطة بالنرجسية:
– “من تعاظم في نفسه صَغُر في أعين الناس.”
– “المتكبر كمن يريد أن يبلغ السماء بسلم من دخان.”
– “من رضي عن نفسه كَثُر الساخطون عليه.”
– “العظمة الحقيقية لا تُنال بالكبر والغرور، بل بالتواضع والصدق والرحمة.”
🟠 قصص تاريخية عن النرجسيين وكيف أسقطهم غرورهم
🏰 نابليون بونابرت: غروره دفعه لغزو روسيا في 1812، فخسارة جيشه الساحقة كانت بداية سقوطه، وانتهى بالمنفى.
⚡ هتلر: غروره أدى لغزو الاتحاد السوفيتي وافتعال الحرب العالمية الثانية، وانتهى بانتحاره.
👑 كليوباترا: غرورها السياسي وفقدان التقدير للواقع أسقط مملكتها بعد معركة أكتيوم.
الغرور والنرجسية لا تدومان، ومهما علت مكانة الشخص، فإن الغطرسة تحمله نحو سقوط محتوم إذا لم يقم بالتواضع والتأمل والحكمة.
النرجسية والغرور النفسي، ظاهرها قوة وباطنها ضعف وهشاشة. الشخص النرجسي يعيش أسيراً لوهمه، ويؤذي من حوله بلا رحمة، لكنه عاجز عن السلام الداخلي لأنه بعيد عن التواضع والصدق.
قال تعالى : “وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” [آل عمران: 139].
العلو الحقيقي لا يكون بالغطرسة، بل بالإيمان والصدق والتواضع، ومن تواضع لله رفعه، ومن تكبر هوى وزلّت قدماه.



