“العريش” قصة واقعية

الكاتبة نوال بنت عمر العمودي
في قرية صغيرة، عاشت عجوز وحيدة في بيتها القديم. كانت تنتظر عودة ابنها، الذي غاب عنها منذ فترة طويلة. كان معروفًا بأنه عاق، لكنه كان لا يزال في قلبها، تأمل أن يعود يومًا ما ليحل مشكلاتها ويعيد لها الأمل.
في كل ليلة، كانت العجوز تستلقي على فراشها، محاطة بأصوات كلاب القرية التي تنبح في الظلام. كانت تشعر بالوحدة، لكن آمالها كانت تدفعها للاستمرار في الانتظار. كانت تحلم بأن تسمع صوت ابنها يناديها، ولكن في كل مرة كانت تشعر بخيبة أمل.
ذات ليلة، بينما كانت تنصت لأصوات الليل، سمعت هسيسًا غريبًا. نهضت من فراشها، ووجدت قطًا صغيرًا يتمشى بالقرب من عريشها. تدمعت عيناها، فذكرتها بطفولته وحنانه، وعادت إلى فراشها وهي تتذكر كيف كان يركض خلف القطط في الحقل.
لكن في تلك اللحظة، سمعت صوت رجل ينادي. اعتقدت في البداية أنه ابنها، فتحت باب العريش بسرعة، وقلبها مليء بالأمل. لكن الرجل قال لها: “أسف، أبحث عن القرية الفلانية.” تلاشى الأمل في قلبها، وعادت إلى فراشها حزينًة.
في صباح اليوم التالي، جاء الرجل مرة أخرى، لكنه لم يجدها. نادى عليها عدة مرات، لكن للأسف، لم يكن هناك مجيب. اضطر إلى الدخول إلى العريش، وعندما رأى العجوز ممددة على الأرض، أدرك أنها قد رحلت.
بكى الرجل بحرقة، فقد أدرك أن الوحدة والألم قد استحوذا على قلبها. كانت تنتظر عودة ابنها حتى آخر لحظة، لكن الحزن كان أكبر من أن يتحمله قلبها. كانت تلك لحظة مؤلمة،
ومنذ تلك اللحظة، أصبح الرجل يحمل ذكرى العجوز في قلبه، وأقسم أن يروي قصتها لكل من يعرفه،



