مقالات و رأي

عنايةٌ تتوارثها القمم: الملك سلمان ورعاية الحرمين الشريفين

بقلم/ الأستاذ الدكتور / فيصل عبدالقادر بغدادي

الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية مصدر إهتمام منذ أن أشرق عهد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه على هذه الأرض المباركة حيث ينعمان برعاية فريدة لعظم شأنهما لذلك تعظّم خدمتهما وتقدر كل خطوة يخطوها كل قاصد جاء يلتمس الأمن والطمأنينة بين جنبات البيت العتيق ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد مضت عقود الملوك من بعده كلُ منهم يضيف لبنة عز وفخر ويخط سطر عناية حتى غدت خدمة الحرمين تقليداً راسخاً لا ينفك عن هوية بلادنا المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة.
وفي هذا الامتداد المبارك، يتجلى ويبرز دور والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه صفحة متألقة في سجل العطاء والإهتمام حيث احتلت رعاية الحرمين مكانة متقدمة في قلبه ورؤيته فامتدت يد التطوير لتشمل الإنسان والمكان وتعانقت مشاريع التوسعة مع كرامة الزائر وسلامته وأمنه وارتفعت الطمأنينة في القلوب كما ترتفع منارات مكة والمدينة نورا وهداية بصوت الحق الله أكبر .. الله أكبر
لقد شهد الحرمان الشريفان اليوم نقلةً نوعية في البنية والخدمات مع توسعات عملاقة ومنظومات ذكية لإدارة الحشود والحقيقة إنها مشاريع تُقاس بالعمران لكنها تُوزن في الحقيقة بميزان الرحمة وكرم الضيافة فكل زاوية فيهما تقول وتحكي هنا قيادة تُدرك معنى القداسة، وتعي أن خدمة ضيوف الرحمن شرف يُنافس الزمن، ومسؤولية لا تؤدّى إلا بروح المحبة والإخلاص. كيف لا وما يلمسه المعتمر والحاج اليوم من انسيابية في الحركة، ونظافة متقنة، وتنظيم يليق بالمشهد الإيماني الأعظم على الإطلاق ليس إلا ثمار رعاية متأصلةو متصلة تستند إلى إرث طويل من الوفاء لخدمةالحرمين وتستلهم من تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية قيم العطاء والبذل. وفي قلب هذه المنظومة يقف الملك سلمان قائداً يواصل المسيرة بعزيمة لا تخبو بإذن الله ويجعل من خدمة الحرمين رسالة وطنية لا تنقطع بمشيئة الله ويعاضده ويسانده ولي عهده الأمين الأمير المحبوب صاحب الرؤية الإبداعية الثاقبة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لتؤكد للعالم أن هذه البلاد لم تتخذ من الإيمان والقداسة لقبا بل تمسكاً لمسؤولية تعتز بأدائها مهما تطلبت من جهد ،وتمتد العناية بالمسجدالحرام والمسجد النبوي الشريف جيلاً بعد جيل، كأنها سيرة نور تتعاقب عليها الأيادي البيضاء بمحبة لا تذبل وقبساً من شرف لا تنطفئ جذوته إنها يا سادة حكايةمملكتنا الحبيبة مع الحرمين الشريفين برسالة خالدة تبقى ما بقي على الأرض من يقصدان الله بقلوب آمنة تهفو إليها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى