مقالات و رأي

الإجازة… استراحة تستعيد بها الأرواح عافيتها

بقلم: عزيزة الغامدي

مع بداية موسم الإجازات، تتجدد لدى المجتمع رغبة عميقة في التخفّف من ضغوط العمل وإعادة ترتيب الإيقاع الداخلي للحياة. فالإجازة لم تعد مجرد وقتٍ للراحة، بل أصبحت مساحة ضرورية يوازن فيها الإنسان بين متطلبات يومه واحتياجاته النفسية، ويتنفس خلالها بعيدًا عن الضجيج والتوتر.

وتشهد المدن خلال هذه الفترة حركة لافتة تتمثل في ارتفاع نسب الإقبال على الفعاليات السياحية والأنشطة الترفيهية، إضافة إلى إقبال العائلات على السفر واكتشاف الوجهات المحلية الغنية بالتجارب. ويؤكد متخصصون في علم النفس أن الإجازة تُعدّ من أهم الأدوات التي تعزز الصحة الذهنية، وترفع مستوى الإنتاجية، وتعيد للفرد قدرته على الإبداع بعد فترات طويلة من العمل المتواصل.

كما تعمل الإجازة على تعزيز الروابط الأسرية، إذ تتيح للعائلة وقتًا أطول للحوار والتقارب، بعيدًا عن سرعة الأيام التي تلتهم لحظات التواصل. وتبرز أهمية التخطيط الجيد للإجازة لضمان تحقيق أقصى استفادة، سواء عبر اكتشاف أماكن جديدة، أو ممارسة هوايات مؤجلة، أو حتى الاكتفاء بوقت هادئ يمنح الإنسان فرصة للصفاء.

وفي النهاية، تبقى الإجازة مساحة للعودة إلى الذات، واستعادة الشغف، وبناء طاقة جديدة تُثمر حضورًا أجمل عند بداية العودة إلى العمل. فهي ليست انقطاعًا عن الواجب، بل استثمارٌ في الإنسان وركيزة من ركائز التوازن في الحياة المعاصرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى