مقالات و رأي

تجربة جمعية كيان في تعزيز اللغة العربية لدى أبنائها الأيتام

العربية… هوية تُرعى ووعي يُبنى

تقرير / د. وسيلة محمود الحلبي

في إطار رسالتها التعليمية والتربوية والتنموية، وحرصها المستمر على بناء شخصية متكاملة لمستفيديها، أولت جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة اهتمامًا خاصًا باللغة العربية، بوصفها ركيزة الهوية الوطنية، وأداة الوعي، ووعاء الثقافة والانتماء، وقد تجسد هذا الاهتمام من خلال تعاون سابق مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن – قسم اللغة العربية، لتنفيذ عدد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى تنمية المهارات اللغوية لدى الأبناء المستفيدين.
وانطلاقًا من هذا التعاون، نُفذت مبادرات وبرامج تعليمية متخصصة، كان من أبرزها مبادرة “عربية”، التي هدفت إلى تطوير مهارات القراءة والخطابة لدى أبناء الجمعية، إلى جانب مسابقة الخط العربي، التي أسهمت في إبراز جماليات اللغة العربية، وربطها بالإبداع الفني والثقافي، وقد تم اختيار جمعية كيان محطة أولى لتنفيذ هذه المبادرات، بما يعكس أهمية الدور الذي تؤديه الجمعية في تمكين أبنائها لغويًا، ودعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز حضورها.
وهذه المبادرات والبرامج اللغوية الهادفة، شملت عددًا من المبادرات النوعية، من أهمها:
مبادرة (عربية): برنامج تعليمي ركز على تنمية مهارات القراءة، والخطابة، والتعبير اللغوي ومسابقة الخط العربي: مبادرة ثقافية فنية هدفت إلى تعزيز الارتباط باللغة العربية وإبراز جمالياتها.
وقد هدفت هذه المبادرات إلى تعزيز اللغة العربية بوصفها جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية، وربطها بالفنون والثقافة، بما يسهم في تنمية الوعي اللغوي لدى المستفيدين.
كما نُفذت ضمن هذا التعاون برامج لتقديم دروس متخصصة في تطوير مهارات القراءة والخطابة باللغة العربية، إلى جانب عدد من الدورات وورش العمل والبرامج التدريبية، التي قُدمت بأساليب حديثة وتفاعلية، راعت الفروق الفردية بين الأبناء، واستهدفت تنمية المهارات اللغوية الأساسية، وتعزيز جماليات اللغة، وربطها بالحياة اليومية، بما جعل تعلم اللغة العربية تجربة تعليمية مؤثرة وممتعة.
أثر التعاون في تمكين الأبناء لغويًا
وجاء هذا التعاون انطلاقًا من إيمان جمعية كيان بأهمية التمكين اللغوي للأبناء الأيتام، وتعزيز ثقتهم بلغتهم الأم، والارتقاء بقدراتهم في القراءة والكتابة والتعبير، الأمر الذي انعكس إيجابًا على تحصيلهم العلمي، وأسهم في صقل شخصياتهم، وفتح آفاق أوسع أمامهم في مسيرتهم التعليمية والمهنية.
كما أسهم هذا التعاون مع قسم اللغة العربية بجامعة الأميرة نورة في إثراء المحتوى العلمي للبرامج المقدمة، من خلال خبرات أكاديمية متخصصة وممارسات تعليمية رصينة، عكست تكامل الجهود بين القطاع الأكاديمي والقطاع غير الربحي في خدمة اللغة العربية وتمكين الأجيال الناشئة منها.
“تجربة تُجسد رؤية كيان”: وأكدت جمعية كيان أن هذه التجربة تأتي ضمن رؤيتها الشمولية لتمكين أبنائها معرفيًا وثقافيًا، وترسيخ اعتزازهم بلغتهم وهويتهم، مشيرة إلى أن اللغة العربية ليست مجرد مادة تعليمية، بل هي وعاء الفكر، وأداة التعبير، ومصدر الاعتزاز، والانتماء.
وتواصل جمعية كيان توثيق مثل هذه التجارب التعليمية الهادفة، التي أسهمت في بناء وعي لغوي لدى أبنائها، وتعزيز قدرتهم على الإبداع والتفوق متى ما أتيحت لهم الفرصة والدعم.

سفيرة الإعلام العربي
مسؤولة الإعلام والنشر – جمعية كيان للأيتام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى