راء طلالية

راء طلالية
✍️ أحمد القاري
هي امرأة لا تُنفق جمالها مجاناً..
لا تعرضه، لا تلوّح به، ولا تبتذله في تفاصيل زائدة.
كل ما تسمح للعالم برؤيته عينان..
عينان ضاحكتان، كأن الضحكة فيهما فكرة، وكأن الذكاء يطل من حدقٍ يعرف متى يقترب ومتى يكتفي بالنظر.
حين تراه، تلوّح بيدها بخفة، تلك الحركة الصغيرة التي تفعل بالقلب ما لا تفعله الخطب الطويلة.
ويجده ينجذب إليها دون إذن، دون تخطيط..
يبتسم ويتقدم، كمن عثر فجأة على ضالته بعد طول تيه.
هي لا تتكلم .. هي تُتقن الكلام..
عبارتها منتقاة، وصوتها رخيم، يدخل الأذن بلا استئذان ويستقر في مكانٍ لا تطاله الضوضاء.
يقف أمامها ويتركها تتحدث، لا يقاطعها، لا يجادل، لا يستعجل النهاية.
يريدها أن تستمر في راءاتها وكأنه يستمع إلى أغنيات طلال مداح، ذلك الامتداد العجيب في حرف الراء، الذي لا يُنطق بل يُتغنّى به.
في صوتها شيء من طلال، وفي هدوئها لحن عبدالرب، وفي فكرها شغب نزار حين يكون عاشقاً لا مستفزاً.
مزيج نادر لا يتكرر عادة في امرأة ..
فنٌّ كامل تمشي به أنثى واحدة، تقف أمامه بكل أناقتها وبكل ثقتها، وكأنها تعرف جيداً أن الاكتمال لا يُقال ولا يُنال ، فقط يُسمع ويُرى.



