الكاشف على الأبواب

بقلم / خالد النويس

تضرع المسلمون إلى الله سبحانه أن يغيثهم بماء السماء بعد أن تأخر نزوله عن وقته المعتاد ( الوسم ) ، متمثلين سنة النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة صلاة الاستسقاء والإلحاح في الدعاء والاستغفار من الذنوب ، آملين وراجين من المغيث أن يغيث البلاد والعباد وتفرح به النفوس العطشى .

ومثلما كانت الدعوات المستغيثة أيضا كانت هناك دعوات لاتقل تضرعا ورجاء من الله أن يتأخر نزول المطر أو على الأقل أن تكون أمطارا خفيفة جدا ، تلكم هي دعوات أصحاب المشاريع التي يتم تنفيذها في وقت سريع دون مراعاة للجودة في المواصفات أو متطلبات السلامة ، سواء كانت مشاريع صغيرة كالفلل السكنية ومافي حكمها أو مشاريع كبيرة كالطرق والجسور وغيرها ، وقد رأينا في السنوات الماضية كيف كان نزول المطر كاشفا حقيقيا لسوء التنفيذ في بعض المشاريع التي كسب من خلالها المقاولون ثروات كبيرة ، وكانت النتيجة مشاكل وعيوب في البنى التحتية انكشفت وأرواح بريئة ذهبت نتيجة لهطول أمطار خفيفة كانت كفيلة بفضح وتعرية ذلك التنفيذ السيء .

نعم أصبحت لدينا حاليا رقابة صارمة وشروط قوية على التنفيذ ومحاسبة دقيقة لما بعد التسليم ، إلا أن هناك البعض من المقاولين سواء شركات أو أفرادا يحاولون التهرب من عين الرقيب والتحايل على الشروط بحيل وأساليب جديدة ويتحينون الفرص لإنجاز العمل كيفما اتفق ، وهذا مايجعلهم خائفين وغير راغبين في نزول المطر قريبا لأنه سيعريهم ويكشف سوء تنفيذهم أمام الجميع كما فعل مع مشاريع سابقة في مناطق متعددة من المملكة ، وليست سيول جدة عنا ببعيد كمثال سابق واقعي وحقيقي على ذلك .

ولهؤلاء نقول : نحن الآن في عهد الحزم ضد التلاعب والفساد والغش والتساهل في أرواح الناس وممتلكاتهم الخاصة أو المرافق العامة ، فمهما جملتم وزينتم سوء العمل الموكل إليكم فسيأتيكم قريبا بإذن الله من يكشف للجميع سوء عملكم وتلقون جزاءكم مهما كنتم .

الخاتمة :
نسأل الله مطرا يغسل القلوب ويكشف العيوب

عن عبدالعزيز عطيه العنزي

شاهد أيضاً

المجالات العلمية والأدبية ما بين مُمارس لها ومُتخصص بها 

أ. عمرو عادل بسيوني حقيقةً لا أعلم متى تنتهي هذه الحرب العوجاء والشرسة بين المُمارسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.