وقال الوداع قال

محمد دغريري

رحال الصّوت الجريح أبو خالد الفنان الفريد في حضوره الفني والاجتماعي ، وعندما نتحدث عن مشواره الطويل مع الفن لا يمكن نحصي تميزه في هذه العجالة ولا تكفي معاجم الكتب والقواميس حصر تاريخه الفني الفريد، عانى في طفولته الكثير، وتكبد الصبر، وتجرع مرارة المعاناة، مما أنعكس تأثيرها في مراحل حياته الفنية.

رحل أبو خالد وترك إرثاً فنياً كبيراً يضاف لمورث موسيقانا العربية بوجهٍ عام والخليج على وجه التحديد، وخلال مشواره الفني الطويل ترنم بأجمل الأغاني الرومانسية والشاعرية المفعمة بالحب والجمال الممزوجة بالأشواق والعواطف والحنين، وفي زحمة التنافس ما بين الفنانين في الوسط الفني الممتلئ بالنجوم لم نسمع يوماً تصريح ينتقد زملاؤه أو يسقط عليهم، واكتفى بالغناء لنفسه ولجماهيره بصوته الرخيم، وكان لا يحبذ الظهور الإعلامي، وهو يقول أغني للطرب ولا أبحث عن الشهرة أو ابحث عن المادة والموسيقى إحساس وشعور وليست تجارة كما نراه اليوم، رحل طيب القلب والأخلاق والخلق “الصوت الجريح” يجر خلفه صّوته المتعب بعدما أرهقه المرض، وهدم جسمه النحيل، ولكنه لم يرحل يوماً من دفاتر ذكرياتنا.

كيف لا وهو من يقول “ابتسم له حتى في لحظات الغضب ويعود معتذر للحبيب “انا رديت لعيونك” واليوم يودعنا قائلاً ” دنيا بلا معنى بلا معنى” وأصبحت الغربة واقعًا ملموسًا في ليلة الوداع وفي ليلة قال فيها “ليلة يا عساها تعود، عسى الله يصبر الموعود” ويا لصبر محبيك يابو خالد وانت بعيد عنهم جسداً والقريب منهم روحاً وانت من رسمت للموسيقى العربية ملامحها ومنحتها رونقاً فريداً ودخلت قلوب المستمعين في شتى انحاء المعمورة بدون تأشيرة ة سفر لان ما تقدمه من فن اصيل كان سهلاً يستسيغه المحبين دون تكليف وما يخرج من القلب يدخل القلوب.

كتبت هذه المقالة السريعة وقد خنقتني العبرة وحاولت ألملم شتات فكري، وأجمع أوراق السنين وقصاصات الصحف القديمة والحديثة التي تحدثت عن بدايات “الصّوت الجريح” إلى رحيله الذي فُجعنا، ولكنها سنة الخالق في خلقه، ولا نملك سوى الدعوات الخالصة لرب السما أن يتغمده بواسع رحمته.

* ومضة:

حسيت إني با نحرم شوفي
ما أقدر أوادع قطعة من جوفي.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

بقلم / لمياء المرشد زقزقة العصافير تعلن بزوغ الصباح الجديد . صباح بنسيم العشق والحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.