السعودية الخضراء

حسن حبيبي

اتخاذ القرار السليم في الاستفادة من مياه السيول بدل هدرها في البحر مطلب مهم لدى المهتمين بالبيئة وجمالها
هناك أموال بُذلت لتنفيذ خطط لحصاد مياه الأمطار والسيول، وهناك اهتمام بزراعة المحاصيل الزراعية من ذرة ودخن وبر وسمسم.. الخ التي تحقق الأمن الغذائي وكذلك زيادة محصول البن وأشجار الصندل والفواكه الاستوائية … الخ
أليس كل تلك المزروعات تحتاج إلى الماء؟!
أين الآلية المثلى لإدارة السيول؟
هل القرارات المتخذة حاليا لتصريف مياه السيول تواكب رؤية السعودية الخضراء؟

أين الخطط الاستراتيجية التي تطبق في حالة زيادة الماء عن المعدل الطبيعي يستفاد من الماء الزائد لسياسة السدود الأودية الغير مسدودة ؟
وهل تحققت كل الأهداف المرجوة من بناء السدود؟ ام الاستغناء بتحقيق هدفين أو ثلاثة فقط
أسئلة كثيرة حول الاستفادة من مياه الأمطار التي تهطل على الدرع العربي غربا وشرقا

أمنية كل مزارع وجود سد لحصاد المياه حول مزرعته ليزرع ويقطف ثمار أرضه ويأكل من خيرات بلاده ويعلف لماشيته ويستظل تحت أشجار ديرته وتعود الأرض خضراء كما كانت قبل التمدن والحراك المدمر للغطاء النباتي… فما الذي يعيد تلك الأمنيات
يا ترى؟
عندما يتم فتح بوابات السدود في مجاري اوديتها تحسبا لخطورة فيضان مياه تلك السدود..
ماذا يعني ذلك؟ هل هُيئت قنوات الري ؟ هل تم إشعار المزارعين بالاستعداد لأخذ حصتهم من المياه لو حصلت ظروف طارئة.. اعتقد تجهيز الأراضي الزراعية للري قمة التوكل على الله ثم دلالة على أن القيادة المباشرة همها تحقيق الأمن الغذائي والتصرف الصحيح في مثل هذه الظروف.

أملنا كمزارعين:
أولا احترام نعمة الماء وعدم هدرها وقيادتها للبحر، وإذا كان ولابد من التخلص من مياه السيول فأملنا احتجازها قبل ولوجها إلى البحر في أماكن يسمح بتجميعها إذا كان ذلك ممكنا.

ثانيا نشر ثقافة أن بلدنا بلد زراعي وتصحيح المفهوم الخاطئ حتى تتحقق رؤية السعودية الخضراء.

ثالثا تنفيذ قنوات مغلقة وتوزيعها في المجاري الداخلية بين أراضي المزارعين لتحقيق أهداف جمة منها:
١- ري الأراضي الزراعية
٢-حفظ الماء المهدر
٣- القضاء على نواقل الأمراض ..

رابعا الأودية الغير مقام بها سدود خرسانية أمل عمل سدود تحويلية بارتفاعات بسيطة بدل العقوم الترابية بحيث تسمح بما يقارب ٢٠٪ من السيل وتحويله إلى الأراضي الزراعية والباقي يستمر في المجرى الطبيعي.

خامسا تقسيم بحيرة السدود إلى بحيرات ثانوية ورئيسة بنسبة ٥٠٪ بحيرة أساسية والباقي بحيرات ثانوية باستغلال جوانب المجرى الأساسي لكل سد وعزله بعد تقسيم البحيرة إلى بحيرات وتحويل الماء بعد هدوءه وترك المجرى الرئيس لتصريف الطمي عبر البوابات، بمعنى استغلال المواقع القريبة من البحيرة التي يصلها الماء عند اقترابه من مفيض السدود وعمل بوابات تفصل البحيرة الأصل عن البحيرة المستحدثة.. ولكل موقع مخطط خاص به حسب الطبيعة؛ وبهذا نضمن توفر ماء دون طمي بعيدا عن البحيرة الأصل ونضمن عدم بقاء الطمي في البحيرة الأصل.

سادسا أملنا تحقيق أحد أهداف إنشاء السدود وهو كبح جماح السيول؛ بمعنى في حالة فتح مياه السدود تفتح بوابة واحدة وعند تدفق سيول الشعوب الخارجة عن بحيرة السدود تقفل بوابات السد ليتسنى السيطرة على السيول دون أضرار.

سابعا في حالة لا سمح الله خروج الماء من مفيض أحد السدود لا تُفتح بوابات ذلك السد ويكتفى بالماء الخارج من المفيض
لأن ازدواجية خروج الماء من كافة البوابات مع المفيض يسبب كوارث.

ثامنا أملنا في كل انسان ينتمي لوزارة البيئة والمياه والزراعة ينشر ثقافة بيئة جميلة من حولنا، والحرص على حصاد المياه من أجل بيئة خضراء تساعد في تحقيق الأمن الغذائي.

قد يسأل سائل ما أضرار تدفق مياه السيول مجاري الأودية وخراستها من الجهات المعنية حتى تلج في البحر؟
أقول وبالله التوفيق:
لا ننكر أنّ في جريان السيول في مجاري الأودية فوائد بل هناك فوائد أولها دفن الأنفاق التي سببها شركات ومؤسسات نهل الرمال من بعض الأودية.
ثانيا زيادة منسوب الماء في الآبار القريبة من المجرى.. لكن هناك أضرار آنية وأضرار مستقبلية وهي كما يلي :-

أولا جفاف الأراضي الزراعية ونضب مياه الآبار العادية والارتوازية البعيدة عن مجرى الوادي.
ثانيا عدم تفقد الأراضي الزراعية والعناية بها يؤدي لانتشار بعض الأشجار الضارة مثل الداتورا والخشخاش والحدق والبرسوبس
ثالثا استمرار تدفق السيول تسبب في نزع الأشجار المعمرة على ضفاف الاودية.
رابعا : عدم ري الأراضي الزراعية قبل موسم الزراعة بوقت كافٍ يعني لا زراعة في مواسم الزراعة وننتظر تصحرها
خامسا : جريان السيول في الأراضي التهامية بشكلٍ مستمر يسبب اختلاط في أملاك المزارعين في حالة عدم تمكينهم
من عمل حماية لأراضيهم من الانجراف.
سادسا استمرار الوضع بهذا الشكل سيغير في طبوغرافية الأراضي الزراعية.
سابعا عدم إقامة العقوم قرار يظهر عجز في قيادة وإدارة السيول.

ثامنا قيادة مياه السيول إلى البحر سيسبب كارثة بيئية مستقبلاً وهو تصحر نسبة كبيرة من الأرضي التي كانت تزرع.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

هدر الأموال العامة

بقلم أحمد جرادي كثيرا مانرى مشاريع صيانة تنفذ لمرافق حكومية بملايين الريالات وعقبها بأشهر نري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.