‏أيام شرقية

بلقيس الشميري : جدة

يحيا الكريمُ بعزةٍ وأمانِ
‏فهو الذي لم يرتضي بهوانِ

‏ربُّ الدنيَّةِ كيدهُ في مكرهِ
‏والكائدون معاول الشيطان ِ

‏لاصدقَ في بيضِ القلوبِ يعيبها
‏العيبُ ، نكْتٌ في قلوبِ الرانِ

‏لا صاحبًا أوفى من الكلبِ الذي
‏مابدلتهُ نوائِبُ الأزمانِ

‏لا عاشقًا صان المحبة واتقى
‏في دفئها نورًا من العلمانِ

‏الوقتُ صدأٌ والنفوسُ عليلةٌ
‏والزهرُ شوكٌ مثمرُ الأغصانِ

‏ياسامعَ الأبيات يا قلبًا وعى
‏شكوى الحزينِ ولو بغيرِ لساني

‏قلَّبتُ في كلِّ الوجوه حكايتي
‏فوددتُ أنِّي لم أكن بمكاني

‏و وددتُ أني لوحةٌ مخدوشةٌ
‏معدومةُ الإحساسِ كالصوانِ

‏كم قد رأيتُ من النجومِ مواكبًا
‏رهن الإشارةِ بل كطوعِ بناني

‏فارقتهم وتركتهم علِّي أرى
‏للقلبِ بين العاشقينَ أماني

‏لا لم أنل صبرا وأبصرُ مؤنسًا
‏قلبًا شفيقًا أو رقيقًا حاني

‏إني أنا شيءٌ تبعثرَ كلما
‏قلبتْ رياحُ الجاحدينَ كياني

‏ماكان ذنبي أنني آثرتهم
‏بل كانَ ذنبي نابضًا أعماني

‏فحفظتُهم ورعيتهم طيفًا سرى
‏مع لوعةِ الأشواقِ والنسيانِ

‏يشقى المُحِبُّ بحبِّهِ وشعورهِ
‏ويصيرُ في كمدٍ مع النكرانِ

‏ياصفحةَ الأحزانِ يا عمرًا جرى
‏ياكلَّ فيضٍ فاضَ من أجفاني

‏إنِّي بكيتُ على دموعيَ ساعةً
‏وبكيتُ زمنًا مُسرِعَ الجريانِ

‏هذا لهيبُ القلبِ فاض وماكفى
‏بل مااكتفت من لوعتي أحزاني

‏هذا غروبُ الشوقِ أشرقَ فجرهُ
‏وتفرقت في شمسهِ شطئآني

‏يالوعةَ المغدورِ يومًا في الثرى
‏الغدرُ سيفٌ والنصالُ علاني

‏لاعاشَ قلبي إن تحدَّث بالهوى
‏أو رفَّ شوقًا طيرهُ وجفاني

‏شكرًا أيا ذاكَ المحبُّ لنفسهِ
‏ليتَ الذي أغراني منك نهاني

‏إني كسرتُ على فراقكَ خافقًا
‏وحملتُ بينَ جوانحي أكفاني

‏لاعيشَ إلا بالكرامةِ إنَّمَا
‏شيئٌ تمردَ داخلي فعصاني

‏⁧

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

طيوف ظمأى

غيوم مليحي تمر بنا طيوف الحب ظمأى ولاتدري بأنا قد نسينا دفنا جمرة التذكار بُعداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.