امراة سمراء على الطريق .. مزج فني للفن التجريدى والشعرى بانسيابية درامية

روافد / فوزية عباس

استطاع المخرج “محمود محمود” من خلال فيلمه الروائى القصير “إمرأة سمراء على الطريق” خلق حالة انسيابية فنية مميزة منذ اللقطات الأولى للفتاة السمراء التى ترغب فى أن تصبح عارضة أزياء رغبة منها فى الحصول على الشهرة والمال رغم عدم محبتها للفكرة ، وعلى الجانب الآخر نجد حديثها الحزين مع حبيبها والتى أصابت علاقتهما حالة من الفتور، مستمعًا لطموحتها الزائفة وأحلامها الضائعة .

فرغم ثباته النفسى ، يجد نفسه بمشهد مؤثر أثناء حديثه مع الببغاء يبكى بكاءا مفاجئا لموت حبيبته إشارة منه لغربتها وحرمانه الأبدى منها بل الحرمان من كل سعادة كانت لهما سويًا.

لنجد خلال أحداث العمل مشهدًا نراه مجسدًا للحالة النفسية للبطلة التى نراها نائمة على الأريكة فى حالة محطمة ، لندرك فشلها فى تحقيق أحلامها بل حرمانها من حبيبها لتداخل مع الأحداث قصيدة شعرية حزينة للشاعر “حسين نخلة” بصوته العميق الدافىء الحزين رثى ضياع الأحبة والاغتراب النفسى بالتزامن مع مراحل الاكتئاب الذى يشعر به الإنسان عندما يجد نفسه وحيدًا ضاعت من حوله متطرفات الحياة والأحلام وبقى شجن الحنين للماضى .

احتوى الفيلم على العديد من الرمزيات السينمائية بدءًا باهتمام المخرج بتركيز الكاميرا على اللوحات الفنية التى تملأ المنزل والتى تعبر عن حالة المرآة السمراء وأنها داخل إطار مغلق ينظر له المجتمع على أنها مجرد لوحة جميلة صامتة لا تملأها المشاعر والأحاسيس المعبرة عن حالتها .

فالبطلة تجد نفسها تشبه بطلات هذه اللوحات، تجد نفسها مكبلة بقيود الألوان الزائفة يرسمها برشيته الرسام بأفكاره وأحلامه دون النظر إلى أفكار وأحلام بطلة اللوحة ، كذلك اختزال مشاعر الصمت والحزن بالحديث والذى أدى إلى إيصال رسالة العمل دون الانزلاق فى حوار طويل .

ومن المميز الاهتمام بمزج الفن التجريدى والفن الشعرى فى آن واحد،  أدى إلى إثارة حالة من الشغف والمتابعة بأريحية للأحداث والتى توافقت مع المزج الموسيقى الحزين الهادىء .

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تبخرت المصداقية والمشاعر في هذا المجتمع الغريب

المدينة المنورة- سمير الفرشوطي في مجتمع يكتنفه الغموض والتغييرات المتسارعة، نشهد تبخرًا حقيقيًا لمفاهيم كانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.