للمواقف الصعبة أبطال وعامر الشهري قدها

بقلم:
إبراهيم العسكري.

أغلب المجتمع السعودي رأى ذلك الموقف البطولي الشجاع للشاب عامر موسى الشهري الذي عرض نفسه لأشد الخطر والمصير المجهول ،و لم يهن عليه منظر ذلك الحدث لتلك النفس البريئة التي تكابد تجرع الموت امامه أثناء الغرق حينما اجترفه السيل في ثربان شمال منطقة عسير على رؤية عيني عامر وعيون من حضر معهم..!!

دون أدنى شك فإن من رأى مقطع الفيديو يدرك أن الموقف بطولي شجاع فيه خطر التضحية ، ولا يقوم به إلا عامر وأمثال عامر الشهري من دواهي وصناديد الرجال..!!

لم أعرف عامر الأعمار من قبل إلا من خلال ذلك الموقف فهنيئا له فقد أحيا نفسآ بأمر الله وتوفيقه حينما لم يأبه بمن كانو حواليه وعارضوا فكرته بعرض نفسه للخطر الجسيم لإنقاذ النفس التي تصارع الغرق أمام أعينهم فحاولوا صده من تلك التضحية العظيمة لذلك الشاب العظيم بجأشه وشجاعته.

هنا تتحقق التضحية وحب الأقدام فليس هناك مجال لضياع الوقت بدراسة اتخاذ القرار لأن الدقيقه وربما الثانيه تفرق في عجلة الإنقاذ..!

ورغم كل محاولات محبي عامر للتأني إلا أنه استطاع أن يفلت منهم لأن في رأسه فكره تعتلي أفكارهم وبكل حزم وعزم وبملابسه الغير مهيأة للموقف طمر عامر وسط السيل المنهمر لينقذ نفسآ كتب الله لها أن تعيش وكتب أن يكون عامر احد الاسباب في إنقاذ تلك النفس فنجا الغريق ونجوا جميعآ بتوفيق الله ورعايته..!!

بحكم أني عشت طفولتي في قرية وكن النساء العظيمات بقريتي يستجلبن الماء من الآبار على خطر دائم فلم أنس وأنا طفل ذلك الموقف لأحد أعيان قريتي ،حينما سقطت إحدى نساء القرية في البئر بسبب أنها تعثرت في الماء المجاور لشفاء البئر أثناء هطول المطر ثم صاح الصائح الذي رأى الموقف لأهل القرى المجاورة ، وكان السبق لعلي بن محمد مداوي رحمه الله من قريتي ، وهو الذي استطاع بفضل الله إنقاذ تلك المرأة فكتب الله لها أن تحيا ثم خلفت أبناء صالحين وهي الآن تعيش في فضل عظيم..!!

شقيقي محمد يحدثني فيقول كعادة أهل القرى كنت اسبح مع مجموعة من أقراني ونحن صغار في بئر عميق وكنت أصغرهم ولا زلت أتعلم فشعرت أن قواي لم تقاوم وخالجني الخوف من الموت ،فبدأت أسقط في وسط البئر حتى أنقذني أحد الأبطال ولا أنسى له ذلك الجميل والعمل البطولي حتى ألقى الله ، وسأظل أعدوا له بالخير ومن محاسن الصدف أن اسم عامرنا مطابق لاسم بطل مقالي..عامر الشهري فمنقذ أخي هو الآخرعامر عبدالله الشراع..!!

هناك بقريتي قصص كثيرة لها أبطال مميزون فلا أنسى قصة غرق أحد رفاقي بالقرية رحمه الله ،  وجعله شهيدآ حينما حاول إنقاذ أحد الأبطال من القرية المجاورة هو ورفيقه فأنقذ أحدهم ومات الآخر بقدرة القادر ، ولا نزال نشكر ونفخر للبطل المنقذ يحيى محمد آل إبراهيم الشراع الذي يعبر الآن العقد العاشر أمد الله بعمره على طاعه وتوفيق..!!

يقول الله تعالى:
“مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ”.

بفضل الله لا زلنا بخير طالما فينا أمثال العامرين المنقذين المضحين بالأرواح فلهم من الاسم نصيب الأسد ، ونكرر لهم الدعاء بالخير والشكر والتقدير والعرفان.

 

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تجاربي في الحياة (28) :صلاح البال( تلك الراحة المطلوبة )

للكاتب الدكتور عثمان بن عبد العزيز آل عثمان رئيس مجلس إدارة الجمعيةالخيرية لصعوبات التعلم ‏‏ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.