كُن أجمل

الكاتب : خالد المورعي

(ليتك كنت كما أنت) ، ولكن الذات على صخرة الأنا حطمت الأمنيات.
عندما يصور الإنسان عزيزاً لديه , ويرسم له صورة ، ويفيه بما هو أجمل مما فيه ، فعندما يجِدُّ الجد يُصّدَم بما وجَد . فيتحطم زجاج النوافذ المعتمة . ليدخل شعاع الشمس ويقتل دياجير الظلام ويطهر المكان . وتتضح الرؤى قبل الرؤيا فتنهار منظومة الخيالات التي ما فتئت أن بُنيت بحُسّنَ الظن .

وعلى شاطئ الحدث نقف حيارى هل نحن أخطأنا بتشكيل هذه اللوحة بألوان مخملية زاهية ؟ أم هو ذاته من طَمَسَ بيده وفكره صورته الأنيقة والمُجَمّلَة . أم هي فقط مُتَجمِّلة ؟ ونحن من رسمناها ولوناها بألوان الربيع . ويُبّدِلها هو بصورةٍ يشوبها عبث الذات والأنا ، ونرجع لنقول ( ليتك كنت كما أنت
فعندما يجرك أحدهما إلى موطن السلم والسلام ليس ضعفا منه ولكنه يحاول جاهداً المحافظة على مابقي من تلك الصورة ، فلا تكن جامدا متجمدا كأحفورةٍ مرت عليها عجاف السنين . فمبادئ الحياة الأساسية التي يتم الحفاظ والمحافظة عليها تقف فقط على شرفة الحلال والحرام . ومابقي ماهي إلا عجينة مطاطية نشكلها حسب مانحب . لنحافظ على مابقي من حطام تلك اللوحة .
ولا تجعله يبقى بين صفوف الانتظار ليحاكي الجمال بصورة الخيال التي رسمها إعجاباً يوماً ما ، ويبقى على حافة الحدود ليمنعك من السقوط أكثر وأكثر.
فقيّد الكلمة بِعقال ، قبل المقال ، و حاذر الوقوف بالند ، ليبقى الود، فبعض الهزيمة إنتصار وبعض الشموخ إنكسار.
فليت الأجمل كان أجمل.
أو ليته بلطفِ الحديث تجمل . (ليبقى أجمل). . .

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

شتاء جازان 25…

أحمد جرادي يحل علينا شتاء جازان 25 بطابع جديد ، ورؤية وتطلعات جديدة وطابع فريد …

تعليق واحد

  1. هدى حمد المزروعي

    وما اجمل ماخط به قلمك وباح به احساسك
    تاخذنا الي اعمق الشعور بالخذلان ولاكن كما قلت
    بتعبيرك( ليتك كنت كما كنت ) احسنت الوصف والتعبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.